الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() «استجار بك قال فبينما موسى عليه السّلام في سياحته إذا بجارح يطرد حمامة فلما رآه الحمام نزل على كتفه مستجيرا به و نزل الجارح على الكتف الآخر فلما هم به الجارح نزل الحمام على كمه فناداه الجارح بلسان فصيح يا ابن عمران إني قاصدك فلا تخيبني و لا تحل بيني و بين رزقي و ناداه الحمام يا ابن عمران إني أنا مستجير بك فأجرني فقال موسى ما أسرع ما ابتليت به ثم مد يده ليقطع من فخذه قطعة للجارح وقاء لهما و حفظا لما عهد إليه فيهما فقال له يا ابن عمران أنا رسول ربك أرسلني إليك ليرى صحة ما عهد إليك» أيا سامعا ليس السماع بنافع *** إذا أنت لم تفعل فما أنت سامع إذا كنت في الدنيا عن الخير عاجزا *** فما أنت في يوم القيامة صانع و كان ابن السماك يقول لا تشتغل بالرزق المضمون عن العمل المفروض و كن اليوم مشغولا بما أنت عليه مسئول غدا و إياك و الفضول فإن حسابها يطول إني علمت و خير العلم أنفعه *** إن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعى له فيعيينى تطلبه *** و لو قعدت أناني لا يعديني (وصية)تتضمن علامة باقتراب القيامة«قال علي بن أبي طالب سئل رسول اللّٰه ﷺ عن أشراط الساعة فقال إذا رأيت الناس قد ضيعوا الحق و أماتوا الصلاة و أكثروا القذف و استحلوا الكذب و أخذوا الرشوة و شيدوا البنيان و أعظموا أرباب الأموال و استعملوا السفهاء و استحلوا الدماء فصار الجاهل عندهم ظريفا و العالم ضعيفا و الظلم فخرا و المساجد طرقا و تكثر الشرط و حليت المصاحف و طولت المارات و خربت القلوب من الدين و شربت الخمور و كثر الطلاق و موت الفجاة و فشا الفجور و قول البهتان و حلفوا بغير اللّٰه و ائتمن الخائن و خان الأمين و لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب فعندها قيام الساعة هذا حديث حسن» (وصية)بالتأهب للموتبموعظة في رؤيا كان أمير المؤمنين المنصور ذات ليلة نائما فانتبه مرعوبا ثم عاود النوم فانتبه كذلك فزعا مرعوبا ثم راجع النوم فانتبه كذلك فقال يا ربيع قال الربيع قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال لقد رأيت في منامي عجبا قال ما رأيت جعلني اللّٰه فداك قال رأيت كان آتيا أتاني فهينم بشيء لم أفهمه فانتهت فزعا ثم عاودت النوم فعاودني يقول ذلك الشيء ثم عاودني يقوله حتى فهمته و حفظته و هو كأني بهذا القصر قد باد أهله *** و عرى منه أهله و منازله و صار رئيس القوم من بعد بهجة *** إلى جدث تبنى عليه جنادله و ما أحسبني يا ربيع إلا قد حانت وفاتي و حضر أجلي و مالي غير ربي قم فاجعل لي غسلا ففعلت فقام فاغتسل و صلى ركعتين و قال أنا عازم على الحج فهيئ لنا آلة الحج فخرجنا و خرج حتى إذا انتهى إلى الكوفة و نزل النجف فأقام أياما ثم أمر بالرحيل فتقدمت نوابه و جنده و بقيت أنا و هو بالقصر و شاكريته بالباب فقال لي يا ربيع جئني بفحمة من المطبخ و قال لي اخرج و كن مع دابتي إلى أن أخرج فلما خرج و ركب رجعت إلى المكان أطلب شيئا فوجدت قد كتب على الحائط بالفحمة المرء يهوى أن يعيش *** و طول عيش ما يضره تفني لذاذته و يبقى *** بعد حلو العيش مره و تصرف الأيام حتى *** ما يرى شيئا يسره كم شامت بي إن هلكت *** و قائل لله دره (وصية)باعتراف عارف في أشرف المواقف وقف مطرف و بكر بن عبد اللّٰه بعرفة و الفضيل بن عياض فقال مطرف اللهم لا تردهم اليوم من أجلي و قال بكر ما أشرقه من موقف و أرضاه لأهله لو لا إني فيهم و رفع الفضيل رأسه إلى السماء و قد قبض على لحيته و هو يبكي بكاء الثكلى و يقول وا سوأتاه منك و إن عفوت (تنبيه)على الحياء |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |