الطواف فإن طواف كل أسبوع يعدل عتق رقبة فأعتق ما استطعت تلحق بأصحاب الأموال مع أجر الفقر و اجهد أن ترمي بسهم في سبيل اللّٰه و إن تعلمت الرمي فاحذر أن تنساه فإن نسيان الرمي بعد العلم به من الكبائر عند اللّٰه و كذلك من حفظ آية من القرآن ثم نسيها إما من محفوظه و إما ترك العمل بها فإنه لا يعذب أحد من العالمين يوم القيامة بمثل عذابه لأنه لا مثل للقرآن الذي نسيه و عليك بتجهيز المجاهد بما أمكنك و لو برغيف إذا لم تكن أنت المجاهد و اخلف الغزاة في أهلهم بخير تكتب معهم و أنت في أهلك و احذر إن لم تغز أن لا تحدث نفسك بالغزو فإنك إن لم تغز و لا تحدث نفسك بالغزو كنت على شعبة من نفاق و أجهد في إعطاء ما يفضل عنك لمعدم ليس ذلك من طعام أو شراب أو لباس أو مركوب و عليك بتعلم علم الدين إن عملت به عملت على علم أو علمته أحدا من الناس كان ذلك التعليم عملا من أعمال الخير قد أتيته و أسأل من اللّٰه ما تعلم أن فيه خيرا عند اللّٰه فإنه إن أعطاك ما سألت و إلا أعطاك أجر ما سألت فإنه قد ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ ما يؤيد ما ذكرناه و ذلك «أنه قال من سأل الشهادة بصدق بلغه اللّٰه منازل الشهداء و إن مات على فراشه» و عليك بالإحسان إلى كل من تعول و ادع إلى خير ما استطعت فإنك لن تدعو إلى خير إلا كنت من أهله و من أجابك إليه فلك مثل أجره فيما أجابك من ذلك «ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا» و لقد بلغني عن الشيخ أبي مدين أنه سن لأصحابه ركعتين بعد الفراغ من الطعام يقرأ في الأولى لإيلاف قريش و في الآخرة قل هو اللّٰه أحد و مشت سنة في أصحابه و قد ثبت أنه من دل على خير فله مثل أجر فاعله و عليك بصلة الأرحام و حافظ على النسب الذي بينك و بين اللّٰه فإنه من الأرحام و عليك بإنظار المعسر إلى ميسرة فإن اللّٰه يقول ﴿وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة:280] و إن وضعت عنه فهو أعظم لأجرك فإنه «قد ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال من أنظر معسرا أوضع عنه أظله اللّٰه في ظله و إن اللّٰه يوم القيامة يتجاوز عمن يتجاوز عن عباده» و «قد ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أيضا أنه قال من سره أن ينجيه اللّٰه من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه» و اعلم أن من الايمان أن تسرك حسنتك و تسوءك سيئتك و احذر من الكبر و الغل و الرين «و استر عورة أخيك إذا أطلعك اللّٰه عليها فإن ذلك يعدل أحياء موءودة هكذا ورد النص في ذلك عن رسول اللّٰه ص» فإن مقادير الثواب لا يدرك بالقياس و عليك بالسعي في قضاء حوائج الناس و قد رأينا عل ذلك جماعة من الناس يثابرون عليه و هو من أفضل الأعمال و فرج عن ذي الكربة كربته و استر على مسلم إذا رأيته في زلة يطلب التستر بها و لا تفضحه و أقل عثرة أخيك المسلم و خذ بيده كلما عثر و أقله بيعته إذا استقالك فإن ذلك كله مرغب فيه مندوب إليه مأمور به شرعا و هو من مكارم الأخلاق و عليك بالزهد في الدنيا و لباس الخشن فإنه «قد ورد أنه من ترك لبس ثوب جمال و هو يقدر عليه كساه اللّٰه حلة الكرامة» و هذا ثابت و كن من الكاظمين الغيظ إذا قدرت على إنفاذه فإن اللّٰه قد أثنى على ﴿اَلْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ﴾ [آل عمران:134] و «قال ﷺ من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه ملأه اللّٰه أمنا و إيمانا» فمن الايمان كظم الغيظ و ارحم أخاك المؤمن ممن يريد ضره ما استطعت و بما قدرت عليه من ذلك و إذا نزل بك ضر فلا تنزله إلا بالله و لا تسأل في كشفه إلا اللّٰه و إن قلت بالأسباب فلا يغب اللّٰه عن نظرك فيها فإن اللّٰه في كل سبب وجها فليكن ذلك الوجه من ذلك السبب مشهودا لك و اعلم أنه ما من نبي إلا و قد أنذر أمته الدجال و «إن رسول اللّٰه ﷺ كان يستعيذ من فتنة الدجال» تعليما لنا أن نستعيذ من ذلك و في الاستعاذة من فتنته وجهان الوجه الواحد الاستعاذة من فتنته حتى لا تصدقه في دعواه و أن تعصم منه و من أراد أن يعصمه لله من ذلك فليحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف فإنه يعصم بها من فتنة الدجال و الوجه الآخر أن تعصم من أن يقوم بك من الدعوى ما قام بالدجال فتدعى لنفسك دعوته فإنك مستعد لكل خير و شر يقبله الإنسان من حيث ما هو إنسان و ثابر ما استطعت على إن تسأل اللّٰه الوسيلة لرسوله ﷺ فإنه ﷺ قد سأل منا ذلك فالمؤمن