﴿اَلْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ﴾ [آل عمران:134] و «قال ﷺ من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه ملأه اللّٰه أمنا و إيمانا» فمن الايمان كظم الغيظ و ارحم أخاك المؤمن ممن يريد ضره ما استطعت و بما قدرت عليه من ذلك و إذا نزل بك ضر فلا تنزله إلا بالله و لا تسأل في كشفه إلا اللّٰه و إن قلت بالأسباب فلا يغب اللّٰه عن نظرك فيها فإن اللّٰه في كل سبب وجها فليكن ذلك الوجه من ذلك السبب مشهودا لك و اعلم أنه ما من نبي إلا و قد أنذر أمته الدجال و «إن رسول اللّٰه ﷺ كان يستعيذ من فتنة الدجال» تعليما لنا أن نستعيذ من ذلك و في الاستعاذة من فتنته وجهان الوجه الواحد الاستعاذة من فتنته حتى لا تصدقه في دعواه و أن تعصم منه و من أراد أن يعصمه لله من ذلك فليحفظ عشر آيات من أول سورة الكهف فإنه يعصم بها من فتنة الدجال و الوجه الآخر أن تعصم من أن يقوم بك من الدعوى ما قام بالدجال فتدعى لنفسك دعوته فإنك مستعد لكل خير و شر يقبله الإنسان من حيث ما هو إنسان و ثابر ما استطعت على إن تسأل اللّٰه الوسيلة لرسوله ﷺ فإنه ﷺ قد سأل منا ذلك فالمؤمن من أسعفه في سؤاله مع ما يعود عليه في ذلك من الخير أدناه وجوب الشفاعة له يوم القيامة إن اضطر إليها و إذا رأيت من يتعمل في تحصيل خير فأعنه على ذلك بما استطعت و لا تمنع رفدك ممن استرفدك و إياك أن تجلد عبدك فوق جنايته و إن عفوت فهو أحوط لك فإنك عبد اللّٰه و لك إساءة تطلب من اللّٰه العفو عنك لها فاعف عن عبدك و لا تأكل وحدك ما استطعت و لو لقمة تجعلها في فم خادمك من الطعام الذي بين يديك إذا لم يجبك إلى الأكل معك و استغن بالله صدقا من حالك فإن اللّٰه لا بد أن يغنيك فإن استغناك بالله من القرب إلى اللّٰه و قد ثبت أنه «من تقرب إلى اللّٰه شبرا تقرب اللّٰه منه ذراعا الحديث»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية