الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() من الباب الموفي مائتين المكانة أمانة فلا تجرحها بالخيانة فإن اللّٰه أمر بأدائها إلى أهلها فقبولها عرض و أداؤها فرض و ما يقبلها إلا من جهلها و القابل لها بطريق الجبر مضطر فعذره مقبول و ليس بالظلوم الجهول و القابل لها بالاختيار مدخل نفسه تحت حكم الاضطرار فيعود مملوكا و قد كان مالكا و كان ناجيا فعاد هالكا «قال رسول اللّٰه ﷺ في الإمامة إنها ندامة يوم القيامة» و ذلك الأمير المختار لا من أخذها بحكم الاضطرار فمن أعطيها أعين عليها و من طلبها وكله اللّٰه إليها و إن كانت منزلتها رفيعة فحجبها منيعة فإن وليت فاستقل و لا تشتغل فإن جبرت و لا بد فاحفظ العهد و أوف بالعقد فالعالم برتبتها إذا وليها حذر لأن مقامها خطر فإياك و إياها و تحفظ من منتهاها و من ذلك المكانة أمانة من الباب الواحد و مائتين إنما يصحب صاحبها الملل و يقوم به الكسل لما فيها من مراعاة الحقوق و هو أمر يصعب على المخلوق فاعتزل عن صحبة ما يورث الملل و الملل سببه الجهالة بالخلق الجديد و لذة المزيد فالملول جهول و فيه أقول أوصيك أوصيك لا تصحب أخا ملل *** و لا تقل إنه من نعت ذي الأزل لأن ذلك أمر ليس يعرفه *** إلا الذي لم يقل في الحق بالعلل و إن ذلك أمر ليس يجهله *** إلا الذي قال خلق الخلق بالحيل إن الملالة لا تعطيك صورتها *** إلا الملام فكن منها على وجل فما يمل جواد من جدي أبدا *** إن الكريم على الإنعام ذو حيل إن كان واجد مال فهو يبذله *** و ما أرى لك في الإفلاس من ملل ليس الملالة في النعمى إذا وردت *** إن الملالة في الإفلاس تظهر لي فكل جود فافلاس يحققه *** فقد الجواد له فانظره في مهل لو أن يعطيك ما تحتاج راحته *** إليه لا تصف المعلوم بالبخل إن الكريم الذي يعطيك حاجته *** و ذا مقال أنا منه على خجل الحق مر و لا يحلو لذائقه *** إلا إذا كان ذا حكم على الدول [الشطح من الفتح]و من ذلك الشطح من الفتح من الباب 202 من شطح عن فنا شطح و هذا من أعظم المنح إلا أنه يلتبس على السامع فلا يعرف الجامع من غير الجامع و لهذا الالتباس جعله نقصا بعض الناس من باب سد الذريعة لما فيها بالنظر إلى المخلوق من الألفاظ الشنيعة التي لا تجيزها لهم الشريعة فمن تقوى في هذا الفتح و علم من نفسه أنه ليس بشاطح لم يظهر عليه شيء من الشطح فلا يظهر الشطح من صاحب هذا الوصف إلا إذا كان في حاله ضعف إلا أن تبين ذلك عند الواصل و السالك أ لا ترى إلى ما قال صاحب القوة و التمكين في إنفاذ الأمر «أنا سيد ولد آدم و لا فخر» فانظر إلى أدبه في تحلئة كيف تأدب مع أبيه و ما ذكر غير إخوته فالأديب من أخذ بأسوته فإن ربه أدبه و من أدبه الحق أنزل الناس منازلهم لما تحقق [الطالع ضليع لا ظالع]و من ذلك الطالع ضليع لا ظالع من الباب 203 الطالع يتأخر لأنه به تعثر و الضليع تقدم ليكون في الصف المقدم أ لا ترى المسمى بالأول كيف رغب في الصف الأول و حكم فيه بالاقتراع لما فيه من الاعتلاء و الارتفاع فالظالع يدافع المنازع فهو علم في رأسه نار لما يأتي به من الأخبار فيستفهمه من ورد عليه لينظر فيما أتى به إليه كان طالع موسى الجبل و طالع الخليل النور الذي أفل فأعقب ذلك الأفول الحق كما أعقب اندكاك الجبل الصعق فما أصعق الكليم إلا الذي دك الجبل العظيم فما أفاق الكليم من صعقته إلا لما بقي عليه من أداء نبوته و إن كان الإنسان أقوى من الجبال و لا سيما إذا كان من الأبدال و قد صح ذلك بالخبر النبوي عن اللّٰه العلي و لكن قد ثبت عنه في الكتاب المكنون إن خلق ﴿اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [غافر:57] فدخل تحت هذا المقال ما في الأرض من الجبال فسلم تسلم و افهم الأمر و اكتم [الإياب ذهاب]و من ذلك الإياب ذهاب من الباب 204 الذهاب إليه إحالة منه عليه من أمرك في |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |