الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
عندها من المنقول فالويل العقلي إن قبلته و الويل الإلهي إن لم تقبله و تركته ثم إنه لا يقبل إلا بالإيمان و إن لم يشهد له العيان فارتفاع الريب في العلم بالغيب براءة من العيب و ما في القلب من الشوب إياك و اتباع المتشابه أيها الواله فما يتبعه إلا الزائغ و ما يترك تأويله إلا العاقل البالغ فإن جاءه من ربه ذلك الشفاء فهو المعبر عنه بالمصطفى و المصطفون عند أولي الألباب ثلاثة بنص الكتاب ﴿ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ [الكهف:35] في أبناء جنسه و الثاني ﴿مُقْتَصِدٌ﴾ [المائدة:66] و عليه المعتمد فإنه حكيم الوقت بعيد من المقت و الثالث ﴿سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ﴾ [فاطر:32] إلى الخيرات ﴿فِيهِنَّ خَيْرٰاتٌ حِسٰانٌ فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ﴾ و لا بشيء من آلائك ربنا نكذب و كيف و في نعمائك نتقلب فاعلم و الزم [سر الإقناع و ما يقع به من الانتفاع]و من ذلك سر الإقناع و ما يقع به من الانتفاع من الباب 129 الإقناع ارتفاع و به يقع الانتفاع من أقنع هنا خضع و لا يقنع في الآخرة إلا من خشع خاشعين من الذل إلى واهب الكل ينظرون من طرف خفي إلى إله قاهر علي فلو راقبوه في دنياهم آمنوه في أخراهم أقنع الأكياس رءوسهم في الدنيا مع الاتصاف بالخشوع الذي يناقض القنوع فأعزهم اللّٰه في العقبي و أورث خشوعهم أبناء الأولى من ارتفع سقط و هنا وقع الغلط و جهل السقط اقنع رأسك أيها الإنسان و انظر إلى الجنان و الحاكم الرحمن يصلح بين الإخوان ف ﴿أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال:1] فإن اللّٰه يصلح بين عباده في يوم إشهاده على رءوس إشهاده فما يرى الخير إلا من أمن الضير قد يكون في الآخرة الإقناع للاعزه و لمن ظهر بأحسن بزه و قد يكون للظالم الجائر الواله الحائر و بالسمات يفرق بين الأشخاص يوم التنادي ﴿وَ لاٰتَ حِينَ مَنٰاصٍ﴾ [ص:3] تعوذوا بالله من هول ذاك المقام فإن فيه تسفيه الأحلام و لو سفه العقل من كان يؤمن بالنقل فالعقل ما عنده سفه و لكن تنبه في الإنسان حاكم على صورته و هو الهوى و من أجله وقعت البلوى و إليه يرجع السفه و دع عنك كلام من موه العقل عن السفاهة منزه و ما هو بعاقل حتى يتنبه لكن العاقل قد يغفل عن استعمال عقله لاستحكامه في نقله و من حكم عليه هواه مشى في رضاه و العقل محجوب في بيته إلى وقته فإذا احتد البصر و انكشف الغطاء و جاء العطاء استدعى هناك صاحب الهوى عقله و ترك نقله فو عزة العزيز ما نفعه و تركه لمن صرعه حاصدا ما زرعه [سر الموت الأحمر بالمقام الأخضر]و من ذلك سر الموت الأحمر بالمقام الأخضر من الباب 135 ذبح النفوس أعظم في الألم من الذبح المحسوس مخالفة الآراء أعظم في الشدة من مقابلة الأعداء مجانبة الأغراض غاية الأمراض من فاز بمخالفة النفس سكن حظيرة القدس من ﴿نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوىٰ﴾ [النازعات:40] كانت جنة المأوى لا ينهاها إلا ﴿مَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ﴾ [الرحمن:46] و خاف عقوبة ذنبه و التزم الوفاء و تميز في أهل الصفاء و قام بما كلف فقبل و ما عنف و لقد رأيت هذه الليلة في واقعتي ما شيب سالفتي و قد نظمت ما رأيته و في هذا الباب كتبته و في النوم قلته لا بد من خوف و من شدة *** لا بد من جور و من عسف في حلب من حكم جائر *** في حكمه يمشي إلى خلف ينزل من قلعتها راجلا *** من غير نسك لا و لا عطف كأنه الحجاج في حكمه *** يحكم بالقهر و بالعنف يجور في الخلق بأحكامه *** يفرق الألف من الألف قد نزع الرحمن من قلبه *** رحمته و قدر ذا يكفي في صورة الحجاج أبصرته *** لا بل هو الحجاج فاستكف بالواحد الرحمن من شره *** ما خاب من بالله يستكفي لكن عسى اللّٰه أن يجعل سطوته على أهل العناد من أهل الإلحاد و كانت عليه غفارة حمراء و هو يتمايل تمايل سكرى فأرجو لكونه فاضلا أن يكون عادلا فإنه نزل راجلا و بيده عصاه يستعين بها على من خالف أمر اللّٰه تعالى و عصاه جعله اللّٰه تأويلا صادقا و لسان حق ناطقا فتعوذنا حين انتبهنا من شر ما رأينا كما أمرنا ﷺ و نقلنا و تحولنا كما علم [الاضطرار افتقار]و من ذلك الاضطرار افتقار من الباب الأحد و الثلاثين و مائة الاضطرار صفة |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||||





