الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() بتحصيله علم البرازخ فله التمييز و النقد و ﴿لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّٰهِ﴾ لفرح إمامهم و سيدهم و علامهم و علم السياسة لأصحاب الرئاسة فكل رئيس مدبر سؤوس على قدر ما هو عليه المرءوس ما كنا ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:110] إلا و كان نبينا ﷺ سيد ولد آدم من غير شك و لا التباس فهو بنا و نحن به فانتبه [سر اختصاص أنواع الإنعام بالأيام]و من ذلك سر اختصاص أنواع الإنعام بالأيام من الباب 25 كل حليم أواه إذا ذكرته بأيام اللّٰه نهجت به منهج الانتباه و لا ينتبه إلا النائم و لا يوقظه إلا من هو ﴿عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ﴾ [الرعد:33] قائم إنما نابت الأيام مناب النعم لأنها الآتية بأنواع الكرم الزمان حافظ إذ كان له الاحتواء و به يكون الانحراف و الاستواء و لما عنده من السعة حاز الفصول الأربعة فالزمان يحكم في الأركان بتعاقب الملوان الموجبان الحدثان فصور تحدث و تمر و أحوال تسوء و تسر فادوار تدور و نجوم تطلع و تغور و أيام و جمع و سنون و شهور يعين تصريفها حوادث الدهور فاليوم ليل و نهار و الشهر محق و إبدار و السنة تكرار و الجمعة سبعة أدوار و حكم الطرائق في الساعات و الدرجات و الدقائق و ما زاد عليها من ثوان و ثوالث فما زاد فهي رقائق تمد الحقائق [سر الرموز و الكنوز]و من ذلك سر الرموز و الكنوز من الباب 26 رموز النصائح كنوز المصالح فالناصح لما فتقه الدهر ناصح و العمل بالمصالح شيمة كل عبد صالح أ لا تراه كيف أقام الجدار فإنه من مصالح الأيتام الصغار و لم يطلب على ذلك أجرا بل قال ﴿أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ [الكهف:70] فلما أخبره انقاد الكليم إليه و عول فيما أنكره عليه فانصف العبد المرحوم و اعترف و قال لصاحبه كل واحد منا على علم لا يعلمه الآخر و هنا وقف فلما علم فضله عليه سلم الأمور أجمعها إليه [سر سجود الظلال بالغدو و الآصال]و من ذلك سر سجود الظلال ﴿بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ﴾ [الأعراف:205] من الباب 27 أنفت الظلال من السجود للشمس لما هي عليه من شرف النفس فاستدبرتها في هذه الأوقات و امتدت ساجدة لمن بيده ملكوت الأرض و السموات حين سجد لها من يزعم أنه من أهل التمكين و تعبدت من يدعي العقل الرصين و لما رأت الظلال طلب استشراف الشمس عليها لتنظر إليها تقلصت و انقبضت تطلب أصلها لتبين فضلها فلم تر لها الشمس عينا تستعبده بنورها لسرعة نفورها و لو لا عناية الأصل ما صح لها هذا الفضل [سر التكييف في المشتى و المصيف]و من ذلك سر التكييف في المشتى و المصيف من الباب 28 لا يعلم الرب في الحافرة إلا من عرف الأولى و الآخرة من كان ظاهره مصيفا فباطنه مشتى فيجمع ما بين أين و متى و من كان ظاهره مشتى فباطنه مصيف فليتقنع في الحالين بالنصيف و هما من أحوال التكييف الكيف حال الأجسام و محال الأوهام يعم الكائف و له في البسائط لطائف و زمان الاعتدال ما له من زوال [سر تنزيه أهل البيت عن الموت]و من ذلك سر تنزيه أهل البيت عن الموت من الباب 29 قدوس سبوح رب الملائكة و الروح يذهب الأرجاس و يقي شر الوسواس الخناس و موت الجهل أشر موت و قد عصم اللّٰه منه أهل البيت فلا يقدرهم حق قدرهم إلا من أطلعه اللّٰه على أمرهم و من اطلع عليه استند في الحال إليه فهو أعظم مستند و أوثق ركن قصد فاستمسك بحبهم للعقبى فإنه ما سأل عليه السّلام منا ﴿إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ﴾ [الشورى:23] [سر الراكب و الفارس و القائم و الجالس]و من ذلك سر الراكب و الفارس و القائم و الجالس من الباب 30 للراكب القفر و للفارس الكر و الفر و للقائم الإنفاق و للجالس الإرفاق فمن ركب لم يعطب و من تفرس لم ينكب و من قام نام و من جلس بئس فيا أهل الركاب عملكم ﴿فِي تَبٰابٍ﴾ [غافر:37] يا خيل اللّٰه اركبي و اسلكي سبيل مذهبي و يا قائمين على النفوس بالرزق المعنوي و المحسوس تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر : و يا جلساء الحق في مقعد الصدق احذروا من المكر و تواصوا بالشكر ما أباح اللّٰه نكاح الأربع إلا لحيازتها المقام الأوسع و لو لا السعة التي في الأربعة ما ضمت العشرة الموصوفة بالكمال لمن اعتبره ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ كٰامِلَةٌ﴾ [البقرة:196] في الأيام المتواصلة ثلاثة في الحج و سبعة إذا رجع و قطع كل فج العشرة أول العقود و منها تتركب الحدود الراكب يرى ما لا يراه الفارس و القائم يشهد ما لا يشهده الجالس شأن الأمير الاستواء على السرير و الخادم بين يديه قائم فهو السيد و إن قام بين يديه فإن أموره مصروفة إليه و هما يصرفان الركاب و الخيل تأويبا بالنهار و آسادا بالليل فافتكروا و اعتبروا [سر الأصول في الفصول]و من ذلك سر الأصول في الفصول من الباب الأحد و الثلاثين لو لا الفصول المقومة ما نارت البيوت المظلمة لو لا الفصول ما أبانت الحدود الأصول بالفصول المقسمة ظهرت المرحمة و المشأمة بالفصل تميز الرب |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |