الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
«في الخبر أن ما سكت عن الحكم فيه بمنطوق فهو عافية» أي دارس لا أثر له و لا مؤاخذة فيه فإن اللّٰه قد بين للناس ما نزل إليهم من الأحكام في كتابه و على لسان رسوله ص (الوالي حضرة الإمامة)إن الإمام هو الوالي فلا تكني *** فإنني عالم بما بدا مني هذا الذي قلته لكم أقول به *** في كل حال أكون فيه لا أكني [الوالي هو الذي يلي الأمور بنفسه]يدعى صاحبها عبد الوالي و عبد الولي و عبد الوالي هو الذي يلي الأمور بنفسه فإن وليها غيره بأمره فليس بوال و لا إمام و إنما الوالي و الإمام هو المنصوب للولاية و إنما سمي واليا لأنه يوالي الأمر من غير إهمال لأمر ما مما له عليه ولاية و إن لم يفعل فليس بوال و إنما هو حاكم هوى و قد قيل له ﴿وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ﴾ [ص:26] فأنفاس الوالي و حركاته و تصرفاته عليه معدودة و الوالي لا يكون أبدا إلا في الخير لا بد من ذلك فإنه موجد على الدوام فلا تراه أبدا إلا في فضل و إنعام و إقامة حد لتطهير و التطهير خير فإن الوالي على الحقيقة هو اللّٰه فإن المنصوب للولاية بحكم اللّٰه يحكم و بما أراه اللّٰه و هو الحق «و قد أخبر الرسول ﷺ في دعائه معلما إيانا فقال و الخير كله في يديك» فلا يوالي إلا الخير و لا يأمر إلا بالخير و لا يكون عنه في العقوبة و المثوبة إلا الخير «ثم قال و الشر ليس إليك» فالوالي لا يوالي الشر بل لا يفعله أصلا لأنه ليس إليه فالوالي إذا كان من نصب الحق فالشر ليس إليه إلا إذا ترك ولاية الحق و حكم بالهوى فضل عن سبيل اللّٰه فله عذاب شديد بما نسي يوم الحساب : فيكون ديوان الحكم الإلهي يأخذه إذا حاسبه فالشقي من تأخر تطهيره إلى ذلك المقام الأخراوي و السعيد من تقدم تطهيره في الدنيا إما بتوبة يتوبها و إما بإنصاف و أخذ منه في الدنيا حتى ينقلب إلى الآخرة و ليس عليه حق و ربما يكون ممن يمشي في الدار الدنيا و ما عليه خطيئة لكثرة ما يبتليه اللّٰه به مما يقع له به الكفارة فوالي الحق من والى *** جميع الخير في نسق فما ينفك عن طبق *** بغير الحكم في طبق له نور إذا يفضي *** كنور البدر في الغسق إذا غسقت مسائله *** أتى في الحكم كالفلق فجلى عنك ظلمتها *** و ما تلقى من الحرق و أيضا تعوذوا بالله رب الفلق *** من شر ديجور إذا ما غسق فإنه آلى علينا كما *** آلى لمن قد جاءنا بالشفق و ليلة المظلم مهما وسق *** و القمر العالي إذا ما اتسق لتركبن اليوم في ذاتكم *** عند شهودي طبقا عن طبق فالحمد لله على ما خلق *** و أخلق الخلق الذي قد خلق أوجدنا ماء إلى نطفة *** مكنونة في مضغة من علق أودع فيها ولديها بنا *** جميع ما اختص بنا من علق [الغلول في الدين]و قد نصحتك أيها الوالي المتغالي فلا تغل في الدين و لا تقل على اللّٰه إلا الحق : و لا على الخلق إلا الحق فإنك المطلوب بما أنت وال عليه و عنه فإذا وليت أمرا *** فلتقم فيه بحق إنما الوالي بحق *** هو مقعد صدق فتراه بين حق *** حاكما و بين خلق رتبة يسمو إليها *** كل ذي عقل و نطق هو للفناء مفن *** و هو للبقاء مبق فإذا أفنى فناء *** جاء حكم الضد يبق قال اللّٰه تعالى لخليله إبراهيم ع ﴿إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً﴾ [البقرة:124] ابتداء منه من غير طلب من إبراهيم عليه السّلام ليكون معنا مسددا و علمنا أنه ليس بظالم قطعا لأن الإمامة عهد من اللّٰه و قال إبراهيم لربه تعالى ﴿وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ [البقرة:124] فقال |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||





