الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و به نأكل خبزي *** و به و اللّٰه نشرب فرحا بكون عيني *** عينه فمن تقرب و إلى من كان قربى *** و هو عين كل مطلب فإذا ما جئت منه *** فإليه لا تشغب فهو الطالب حقا *** و أنا فلست أكذب إنني أطمع فاعلم *** في الذي عندي من أشعب و لما شرع اللّٰه القرب ما شرعها إلا من هذه الحضرة و سبب وجود الشرع الدعوى فعمت الشريعة المدعي و غير المدعي [كل واحد يحشر يوم القيامة على نيته]و كل واحد يحشر يوم القيامة على نيته و يختص بنحلته و ملته و القرب كلها عند العاقل العالم تعب لا راحة فيها تعم إلا من رزقه اللّٰه شهود العامل و لا بد من تعب القابل الحامل فهو و إن كانت الأمور ترجع إلى اللّٰه تعالى فإن العبد و لا بد محل ظهورها و هو الذي ترجع إليه آلامها فهو المحس لها حضرة القرب و القرب *** حضرة كلها نصب فأمور الورى بها إن تأملتها نشب *** كلما قلت قد كفى قال لا تفعل انتصب أنت أخطأت في الذي *** قلته فيه لم تصب هكذا الأمر دائما يقتضيه حكم النسب *** فاهجر إن شئت أو فصله فلا بد من سبب فعن الكد لا تني *** إذ عن الشوق لم تغب هكذا جاء في الذي قد قرأنا من الكتب «المعطي حضرة العطاء و الإعطاء»عين العطاء كشف الغطاء *** و في الغطاء عين الهبات فإنها تعالت و جلت *** عن أن تجيء بالمحدثات فما حديثي غير حدوثي *** و ما صفاتي غير سماتي فإن تكن تريد انتقالي *** عني فداك عين سباتي و في مقامي عين قصوري *** و في مسيري عين التفاتي فالحمد لله الذي *** لم يزل يمدني بثباتي حتى يكون فردا وحيدا *** في ذاته و في الكلمات فإنه إليه رجوعي *** من بعد فرقتي و شتاتي فمن يرد كوني إليه *** فذاك من أجل ثقاتي و من يرد كوني إلينا *** فذاك من أجل عداتي و إن تشأ عكست مقالي *** فالعيش كله في مماتي و إنه مرادي و قولي *** و فيه رغبتي و حياتي فمن يكون من أصدقائي *** فإنما يريد وفاتي فإن فيه جمعي بربي *** و بالذي له من عدات و هو المحب سرا و جهرا *** و هو الصديق لي و الموات [إن آخذ الصدقة هو اللّٰه]يدعى صاحبها عبد المعطي و العبد آخذ و العبد معطي الصدقة و هي تقع بيد الرحمن في حال العطاء فالله آخذ فهو الآخذ كما هو المعطي و ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها لأنها أعطته بحقيقتها و قبولها التمكن من الأخذ بناصيتها إذلالا لأنه عبد و كل من أخذ بناصيته فإنه ذليل و الكل عبيد اللّٰه تعالى فالكل أذلاء بالذات و هو العزيز الحكيم |
|
||||||||
![]() |
![]() |
||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |