الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و من ذلك صورة العالم كله و ترتيب طبقاته روحا و جسما و علوا و سفلا «وصل»فلنتكلم على كل صورة صورة منها على ما هو الأمر عليه في نفسه في فصول تسعة كما رسمناها في وجوه تسعة من التصوير و ما جعلتها على الترتيب من التقديم و التأخير و لكن الكلام عليها يبين المتقدم من ذلك و المتأخر و المجمل و المفصل «الفصل الأول في ذكر العماء و ما يحوي عليه إلى عرش الاستواء»اعلم أن اللّٰه موصوف بالوجود و لا شيء معه موصوف بالوجود من الممكنات بل أقول إن الحق هو عين الوجود و هو «قول رسول اللّٰه ﷺ كان اللّٰه و لا شيء معه» يقول اللّٰه موجود و لا شيء من العالم موجود فذكر عن نفسه بدء هذا الأمر أعني ظهور العالم في عينه و ذلك أن اللّٰه تعالى أحب أن يعرف ليجود على العالم بالعلم به عزَّ وجلَّ و علم أنه تعالى لا يعلم من حيث هويته و لا من حيث يعلم نفسه و أنه لا يحصل من العلم به تعالى في العالم إلا أن يعلم العالم أنه لا يعلم و هذا القدر يسمى علما كما قال الصديق العجز عن درك الإدراك إدراك إذ قد علم إن في الوجود أمرا ما لا يعلم و هو اللّٰه و لا سيما للممكنات من حيث إن لها أعيانا ثابتة لا موجودة مساوقة لواجب الوجود في الأزل كما إن لنا تعلقا سمعيا ثبوتيا لا وجوديا بخطاب الحق إذا خاطبنا و أن لها قوة الامتثال كذلك لها جميع القوي من علم و بصر و غير ذلك كل أمر ثبوتي و حكم محقق غير وجودي و على تلك الأعيان و بها تتعلق رؤية من يراها من الموجودات كما ترى هي نفسها رؤية ثبوتية فلما اتصف لنا بالمحبة و المحبة حكم يوجب رحمة الموصوف بها بنفسه و لهذا يجد المتنفس راحة في تنفسه فبروز النفس من المتنفس عين رحمته بنفسه فما خرج عنه تعالى إلا الرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] فانسحبت على جميع العالم ما كان منه و ما لا يكون إلى ما لا يتناهى |
|
|||||||
![]() |
![]() |
|||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |