المسافرين كالشخص مع ظله لا يلحق ظله أبدا و يلحقه ظله و غير ذلك من المسافرين و هو علم شريف يتضمن جميع الأسفار الإلهية و الكونية و العلوية و السفلية و هو علم عزيز المنال بعيد المدرك لا يتفطن له كل أحد و أما الإحاطة به فلا تعلم إلا بإعلام اللّٰه و لا يصح الإعلام بها على التفصيل فإنها أسفار لا نهاية لها و فيه علم الطرق التي يسلك فيها كل مسافر و فيه علم الأسباب التي تحول بين بعض المسافرين و بين ما قصدوه في سفرهم و الفرق بين السفر الاختياري و الجبري و فيه علم زمان الدنيا العام الذي يكون بعد انقضائه القيامة الكبرى و فيه علم زمان عمر الحيوان و المولدات و قيامتهم الصغرى بانقضاء مدتهم و الفرق بين هذين الحشرين «فإن رسول اللّٰه ﷺ قال من مات فقد قامت قيامته» فحشرهم إلى البرزخ قيامة و فيه علم صفات ترجى الرحمة التي تسأل الرحمة بلسانها و فيه علم السبب الموجب الذي لأجله أعرض من أعرض عن النظر في الدلالات العقلية التي جاءت بها الرسل و التي لم تجيء بها من الآيات المعتادة و هل تختلف دلالتها و ما صورة دلالتها و هل يختلف مدلولها باختلاف قصد الدال أو قصد الذي يحرك الدال للنظر في الدليل كالرسول يجيء بالدلالة على صدقه في كونه رسولا و تلك الدلالة بعينها تكون دلالة على وجود الحق و عجز الخلق و فيه علم التأسي بالله فيما ذمه اللّٰه هل يذم صاحبه من جهة لسان الحقيقة أو لا يذم إلا بلسان الشرع و فيه علم ما يقبض عليه الإنسان هل يبقى عليه في البرزخ و يحشر عليه أم يتغير عليه الحال أو يقبض على ما يبدو له عند كشف الغطاء قبل القبض أو هل عين القبض هو عين الكشف للغطاء و فيه علم رد السائل هل رده عن سؤاله جواب له عن سؤاله أم لا و فيه علم السبب الموجب للاسراع لمن ناداه الحق هل هو إسراع جبر أو إسراع توقع جبر و فيه علم ما سبب اختلاف كلام المبعوثين من أهل القبور و فيه علم من يجيبهم في ذلك هل يجيبهم الحق أو الملائكة أو العالمون و فيه علم ما يتجلى للذين يبعثون من قبورهم هل هو صورة واحدة أم صور مختلفة و هل ذلك المتجلي اسم إلهي أم لا و فيه علم ما السبب الذي أوجب أن يخالف ترتيب البروج و هي طبيعة ترتيب العناصر فإن ترتيب البروج كل برج بين منافر و مناسب بوجه كل واحد إذا أخذته تجده كما ذكرناه و أما الأركان فترتيبها لمناسبة ليس فيها تنافر من جميع الوجوه فالنارية الثلاثة كلها من مائية و ترابية و الترابية كلها من نارية و هوائية و الهوائية كلها بين ترابية و مائية و المائية كلها بين هوائية و نارية و الأركان ليست كذلك و فيه علم الفرق بين عندي ولدي و عندنا ولدنا و لدينا و لدني و فيه علم الفصل بين الأشياء ليتميز بعضها عن بعض و فيه علم ما يرى الرائي غير صورته و صفته كان الرائي من كان و فيه علم الاشتغال و لم سمي شغلا و عمن يشتغل و هل ثم شغل يغني عن سواه بالكلية أم لا و فيه علم الأنس بمثله إلا بمثلية ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و فيه علم إلهيات و الحالات التي تكتسبها النفوس في الدار الدنيا و فيه علم الأعراس الإلهية و فيه علم ما لكل اسم إلهي من الرحمة من الأسماء التي تعطي بظاهرها ذهاب الرحمة منها و فيه علم الاستحقاق الذي يستحقه العالم من حيث ما هو عليه من الصفة فهو استحقاق الصفة لا استحقاق الموصوف و فيه علم العهد الإلهي و الكوني فيما ذا وقع و فيه علم حكم المتقدم كيف ظهر في المتأخر و من أين ظهر و فيه علم البعد الكوني من البعد الإلهي و فيه علم النطق و الصمت و تعيين الناطق و الصامت و زمانه و مكانه و فيه علم تبدل الصور العلية بالصور الدنية و فيه علم سبب التثبط عن النهوض مع وجود الكشف و فيه علم ما يعطيه الزمان في نشأة الإنسان و في سائر المعادن و النبات و الحيوان و فيه علم الإبهام و الإيضاح و فيه علم اجتماع الكثير على إيجاد الواحد و فيه علم تمليك ما ينشئه المنشئ لكونه أنشأه و فيه علم الرياضة الإلهية و الفرق بينها و بين الرياضة الكونية و فيه علم حضرة المنعم و ما لها في الدنيا و الآخرة في الحكم و فيه علم سبب الاعتماد على من يعلم أنه ليس ممن يعتمد عليه و فيه علم المبدأ و المعاد و فيه علم التشبيه و عكس التشبيه و ما هو الأصل الذي يقع به التشبيه و فيه علم تأثير اجتماع الأضداد من العلم الإلهي و وجود النار في الماء و الماء في النار و فيه علم الصفة التي أظهرت العالم في عينه و فيه علم الملكوت و أين حظه من الملك و الجبروت ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]