الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و علوم أفلاك الوجود كبيره *** و صغيره إلا على الذي لم يذمم هذي علوم من تحقق كشفها *** يهدي القلوب إلى السبيل الأقوم فالحمد لله الذي أنا جامع *** لعلومها و لعلم ما لم يعلم [إيجاز البيان بضرب من الإجمال]إيجاز البيان بضرب من الإجمال بدء الخلق الهباء و أول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية و لا أين يحصرها لعدم التحيز و مم وجد وجد من الحقيقة المعلومة التي لا تتصف بالوجود و لا بالعدم و فيم وجد في الهباء و على أي مثال وجد الصورة المعلومة في نفس الحق و لم وجد لإظهار الحقائق الإلهية و ما غايته التخليص من المزجة فيعرف كل عالم حظه من منشئه من غير امتزاج فغايته إظهار حقائقه و معرفة أفلاك الأكبر من العالم و هو ما عدا الإنسان في اصطلاح الجماعة و العالم الأصغر يعني الإنسان روح العالم و علته و سببه و أفلاكه مقاماته و حركاته و تفصيل طبقاته فهذا جميع ما يتضمنه هذا الباب [الإنسان عالم صغير]فكما إن الإنسان عالم صغير من طريق الجسم كذلك هو أيضا حقير من طريق الحدوث و صح له التأله لأنه خليفة اللّٰه في العالم و العالم مسخر له مألوه كما إن الإنسان مألوه لله تعالى و اعلم أن أكمل نشأة الإنسان إنما هي في الدنيا و أما الآخرة فكل إنسان من الفرقتين على النصف في الحال لا في العلم فإن كل فرقة عالمة بنقيض حالها فليس الإنسان إلا المؤمن و الكافر معا سعادة و شقاء نعيم و عذاب منعم و معذب و لهذا معرفة الدنيا أتم و تجلى الآخرة أعلى فافهم و حل هذا القفل و لنا رمز لمن تفطن و هو لفظه بشيع شنيع و معناه بديع روح الوجود الكبير *** هذا الوجود الصغير لولاه ما قال إني *** أنا الكبير القدير لا يحجبنك حدوثي *** و لا الفناء و النشور فإنني إن تأملتني *** المحيط الكبير فللقديم بذاتي *** و للجديد ظهور و اللّٰه فرد قديم *** لا يعتريه قصور و الكون خلق جديد *** في قبضتيه أسير فجاء من هذا إني *** أنا الوجود الحقير و إن كل وجود *** على وجودي يدور فلا كليلي ليل *** و لا كنوري نور فمن يقل في عبد *** أنا العبيد الفقير أو قال إني وجود *** أنا الوجود الخبير فصحني ملكا تجدني *** أو سوقة ما تجور فيا جهولا بقدري *** أنت العليم البصير بلغ وجودي عني *** و القول صدق و زور و قل لقومك إني *** أنا الرحيم الغفور و قل بأن عذابي *** هو العذاب المبير و قل بأني ضعيف *** لا أستطيع أسير فكيف ينعم شخص *** على يدي أو يبور بسط الباب و بيانه و من اللّٰه التأييد و العون [المعلومات الوجودية الأربعة]اعلموا أن المعلومات أربعة الحق تعالى و هو الموصوف بالوجود المطلق لأنه سبحانه ليس معلولا لشيء و لا علة بل هو موجود بذاته و العلم به عبارة عن العلم بوجوده و وجوده ليس غير ذاته مع أنه غير معلوم الذات لكن يعلم ما ينسب إليه من الصفات أعني صفات المعاني و هي صفات الكمال و أما العلم بحقيقة الذات |
|
||||||||
![]() |
![]() |
||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |