الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و أنت المهذب من هاشم *** و في منصب العز و المرتجي و أنت الرضي للذي نابهم *** و في كل حال و نجل الرضي و بالفيء أغنيت أهل الخصاص *** فعدلك فينا هو المنتهى و مكة ليست بدار المقام *** فهاجر كهجرة من قد مضى مقامك عشرون شهرا بها *** كثير لهم عند أهل الحجى فصم ببلاد الرسول التي *** بها اللّٰه خص نبي الهدى و لا ينفينك عن قربه *** مشير مشورته بالهوى فقبر النبي و آثاره *** أحق بقربك من ذي طوى قال فلما ورد الكتاب و الأبيات على داود بن عيسى أرسل إلى رجال من أهل مكة فقرأ عليهم الكتاب فأجابه رجل منهم يقال له عيسى بن عبد العزيز السعلبوس بقصيدة يرد عليه و يذكر فيها فضل مكة و ما خصها اللّٰه تعالى به من الكرامة و الفضيلة و يذكر المشاعر و المناقب فقال و فقه اللّٰه هذه القصيدة [فضيلة مكة و ما خصها اللّٰه به من المكارم و المناقب]أ داود أنت الإمام الرضي *** و أنت ابن عم نبي الهدى و أنت المهذب من كل عيب *** كبيرا و من قبله في الصبي و أنت المؤمل من هاشم *** و أنت ابن قوم كرام تقي و أنت غياث لأهل الخصاص *** تسد خصاصتهم بالغنى أتاك كتاب حسود جحود *** أسا في مقالته و اعتدى يخير يثرب في شعره *** على حرم اللّٰه حيث ابتنى فإن كان يصدق فيما يقول *** فلا يسجدن إلى ما هنا و أي بلاد تفوق أمها *** و مكة مكة أم القرى و ربي دحا الأرض من تحتها *** و يثرب لا شك فيما دحا و بيت المهيمن فينا مقيم *** يصلي إليه برغم العدي و مسجدنا بين فضله *** على غيره ليس في ذا مرا صلاة المصلي تعد له *** مئين الوفا صلاة وفا كذاك أتى في حديث النبي *** و ما قال حق به يقتدى و أعمالكم كل يوم وفود *** إلينا شوارع مثل القطا فيرفع منها إلهي الذي *** يشاء و يترك ما لا يشأ و نحن تحج إلينا العباد *** فيرمون شعثا بوتر الحصى و يأتون ﴿مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج:27] على أنيق ضمر كالقنا لتقضوا مناسككم عندنا *** فمنهم سغاب و منهم معي فكم من ملب بصوت حزين *** ترى صوته في الهوا قد علا و آخر يذكر رب العباد *** و يثني عليه بحسن الثناء فكلهمو أشعث أغبر *** يؤم المعرف أقصى المدى فظلوا به يومهم كله *** وقوفا يضجون حتى المسا حفاة ضحاة قياما لهم *** عجيج يناجون رب السما |
|
||||||||
![]() |
![]() |
||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |