الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() الكواكب ما لا يكون فيه أحد من أهل زمانه ثم سكت ساعة و قال إن كان صاحب هذه الرؤيا في هذه المدينة فهو ذاك الشاب الأندلسي الذي وصل إليها ثم قال في العنوان ما ملخصه أن الشيخ محيي الدين رحل إلى المشرق و استقرت به الدار و ألف التأليف و فيها ما فيها إن قيض اللّٰه من يسامح و يتأول سهل المرام و إن كان ممن ينظر بالظاهر فالأمر صعب و قد نقد عليه أهل الديار المصرية و سعوا في إراقة دمه فخلصه اللّٰه تعالى على يد الشيخ أبي الحسن البجائي فإنه سعى في خلاصه و تأول كلامه و لما وصل إليه بعد خلاصه قال له الشيخ رحمه اللّٰه تعالى كيف يحبس من حل منه اللاهوت في الناسوت فقال له يا سيدي تلك شطحات في محل سكر و لا عتب على سكران انتهى و ذكر الامام سيدي عبد اللّٰه بن سعد اليافعي اليمني في الإرشاد أن المؤلف نفعنا اللّٰه به اجتمع مع الأستاذ السهروردي فأطرق كل منهما ساعة ثم افترقا من غير كلام فقيل للشيخ ابن عربي ما تقول في الشيخ السهروردي فقال مملوء سنة من فرقه إلى قدمه و قيل للسهروردي ما تقول في الشيخ محيي الدين فقال بحر الحقائق ثم قال اليافعي ما ملخصه أن بعض العارفين كان يقرأ عليه كلام الشيخ و يشرحه فلما حضرته الوفاة نهى عن مطالعته و قال إنكم لا تفهمون معاني كلام الشيخ ثم قال أي اليافعي و قد مدحه أي المؤلف و عظمه طائفة كالنجم الأصبهاني و التاج بن عطاء اللّٰه و غيرهما و توقف فيه طائفة و طعن فيه آخرون و ليس الطاعن بأعلم من الخضر عليه السّلام إذ هو أحد شيوخه و له معه اجتماع كثير ثم قال و ما نسب إلى المشايخ(أي كالمؤلف رضي اللّٰه تعالى عنه)له محامل الأول أنه لم تصح نسبته إليهم الثاني بعد الصحة يلتمس له تأويل موافق فإن لم يوجد له تأويل في الظاهر فله تأويل في الباطن لم نعلمه و إنما يعلمه العارفون الثالث أن يكون صدور ذلك منهم في حال السكر و الغيبة و السكران سكرا مباحا غير مؤاخذ و لا مكلف انتهى ملخصا(و العدوة اسم للبر الذي يعدي من فرضته إلى الأندلس و يسمى أيضا بر العدوة و هو المغرب الأوسط و الأقصى و بجاية بكسر الموحدة و فتح الجيم ثم ألف و ياء مثناة تحتية و هاء قاعدة الغرب الأوسط)و كان المؤلف رضي اللّٰه تعالى عنه يقول ينبغي للعبد أن يستعمل همته في الحضور في مناماته بحيث يكون حاكما على خياله يصرفه بعقله نوما كما يحكم عليه يقظة فإذا حصل للعبد هذا الحضور و صار خلقا له وجد ثمرة ذلك في البرزخ و انتفع به جدا فليهتم العبد بتحصيل هذا القدر فإنه عظيم الفائدة بإذن اللّٰه تعالى و قال إن الشيطان ليقنع من الإنسان بأن ينقله من طاعة إلى طاعة ليفسخ عزمه بذلك و قال ينبغي للسالك أنه متى حضر له أن يعقد على أمر و يعاهد اللّٰه تعالى عليه أن يترك ذلك الأمر إلى أن يجيء وقته فان يسر اللّٰه فعله فعله و إن لم ييسر اللّٰه فعله يكون مخلصا من نكث العهد و لا يكون متصفا بنقض الميثاق و حكى المقريزي في ترجمة سيدي عمر بن الفارض أفاض اللّٰه علينا من بركاته أن الشيخ محيي الدين بن العربي بعث إلى سيدي عمر في شرح التائية فقال كتابك المسمى بالفتوحات شرح لها و قال بعض من عرف به أنه لما صنف الفتوحات المكية كان يكتب كل يوم ثلاث كراريس حيث كان و حصلت له بدمشق دنيا كثيرة فما ادخر منها شيئا و قيل إن صاحب حمص رتب له كل يوم مائة درهم و ابن الزكي كل يوم ثلاثين درهما فكان يتصدق بالجميع و أمر له ملك الروم مرة بدار تساوى مائة ألف درهم فلما نزلها و أقام بها مر به في بعض الأيام سائل فقال له شيء لله فقال مالي غير هذه الدار خذها لك فتسلمها السائل و صارت له و اشتغل الناس بمصنفاته و له ببلاد اليمن و الروم صيت عظيم هو من عجائب الزمان و كان يقول أعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق الكسب و قد قال فيه الشيخ محمد بن سعد الكلشني أ مولاي محيي الدين أنت الذي بدت *** علومك في الآفاق كالغيث إذ همي كشفت معاني كل علم مكتم *** و أوضحت بالتحقيق ما كان مبهما و قال رضي اللّٰه تعالى عنه إنه بلغني في مكة عن امرأة من أهل بغداد أنها تكلمت في بأمور عظيمة فقلت هذه قد جعلها اللّٰه سببا لخير وصل إلى فلأكافئنها و عقدت في نفسي أن أجعل جميع ما اعتمرت في رجب لها و عنها |
|
|||||
![]() |
![]() |
|||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |