«أيها الناس بسيط الأمل متقدم حلول الأجل و المعاد مضمار العمل و مغتبط بما احتقب غانم و مبتئس بما فاته من العمل نادم أيها الناس إن الطمع فقر و الياس غنى و القناعة راحة و العزلة عبادة و العمل كنز و الدنيا معدن و اللّٰه ما يسرني ما مضى من دنياكم هذه بأهداب بردي هذا و لما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء و كل إلى نفاد وشيك و زوال قريب فبادروا أنتم في مهل الأنفاس و حدة الأحلاس قبل أن يؤخذ بالكظم و لا يغني الندم»
(وصية نبوية
و تعريف)
«قال رسول اللّٰه ﷺ تكون أمتي في الدنيا على ثلاثة أطباق أما الطبق الأول فلا يرغبون في جمع المال و ادخاره و لا يسعون في اقتنائه و احتكاره إنما رضاهم من الدنيا سد جوعة و ستر عورة و غناهم فيها ما بلغ الآخرة فأولئك الذين» ﴿فَلاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة:38] و أما الطبق الثاني فيحبون جمع المال من أطيب سبيله و صرفه في أحسن وجوهه يصلون به أرحامهم و يبرون به إخوانهم و يواسون به فقراءهم و لعض أحدهم على الرصف أسهل عليه من أن يكسب درهما من غير حله و أن يضعه في غير وجهه و أن يمنعه من حقه أو أن يكون خازنا له إلى حين موته فأولئك الذين إن نوقشوا عذبوا و إن عفي عنهم سلموا و أما الطبق الثالث فيحبون جمع المال مما حل و حرم و منعه مما افترض أو وجب أن أنفقوه أنفقوه ﴿إِسْرٰافاً وَ بِدٰاراً﴾ [النساء:6] و إن أمسكوه أمسكوه بخلا و احتكارا أولئك الذين ملكت الدنيا أزمة قلوبهم حتى أوردتهم النار بذنوبهم
(وصية نبوية في التحذير من ضعف اليقين و ما أشبه ذلك)
«قال رسول اللّٰه ﷺ إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط اللّٰه و أن تحمدهم على رزق اللّٰه و أن تذمهم على ما لم يؤتك اللّٰه إن رزق اللّٰه لا يجره حرص حريص و لا يرده كراهية كاره إن اللّٰه تبارك اسمه جعل الروح و الفرح في الرضي و اليقين و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط إنك لم تدع شيئا تقربا إلى اللّٰه إلا أجزل لك الثواب عليه فاجعل همك و سعيك لآخرة لا ينفذ فيها ثواب المرضى عنه و لا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه»
(وصية نبوية
تحرض على أخلاق سنية مرضية)
«قال رسول اللّٰه ﷺ ليس شيء يباعدكم من النار إلا و قد ذكرته لكم لا شيء يقربكم من الجنة إلا و قد دللتكم عليه إن روح القدس نفث في روعي إنه لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه فأجملوا في الطلب و لا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئا من فضل اللّٰه بمعصيته فإنه لا ينال ما عند اللّٰه إلا بطاعته ألا و إن لكل امرئ رزقا هو يأتيه لا محالة فمن رضي به بورك له فيه فوسعه و من لم يرض به لم يبارك له فيه و لم يسعه إن الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله»
(وصية نبوية مفصلة)
«قال رسول اللّٰه ﷺ إن الدنيا دار بلاء و منزل قلعة و عناء قد نزعت عنها نفوس السعداء و انتزعت بالكرة من أيدي الأشقياء و أسعد الناس بها أرغبهم عنها و أشقاهم بها أرغبهم فيها هي الغاشة لمن انتصحها و المغوية لمن أطاعها و الخائرة لمن انقاد لها و الفائز من أعرض عنها و الهالك من هوى فيها طوبى لعبد اتقى فيها ربه و ناصح نفسه و قدم توبته و آخر شهوته من قبل أن تلفظه الدنيا إلى الآخرة فيصبح في بطن موحشة غبرا مدلهمة ظلما لا يستطيع أن يزيد في حسنة و لا ينقص من سيئة ثم ينشر فيحشر إما إلى جنة يدوم نعيمها أو نار لا ينفك عذابها»
وصية نبوية في الأهبة للرحلة
«قال رسول اللّٰه ﷺ شمروا فإن الأمر جد و تأهبوا فإن الرحيل قريب و تزودوا فإن السفر بعيد و خففوا أثقالكم فإن وراءكم عقبة كئود لا يقطعها إلا المخفون أيها الناس إن بين يدي الساعة أمورا شدادا و أهوالا عظاما و زمانا صعبا تتملك فيه الظلمة و تتصدر فيه الفسقة فيضطهد الآمرون بالمعروف و يضامون الناهون عن المنكر فأعدوا لذلك الايمان و عضوا عليه بالنواجذ و الجئوا إلى العمل الصالح و أكرهوا عليه النفوس و اصبروا على الضراء تفضوا إلى النعيم الدائم»
(وصية)
نبوية و ترغيب «قال رسول اللّٰه ﷺ ارغب فيما عند اللّٰه يحبك اللّٰه و ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس إن الزاهد في الدنيا يريح قلبه و بدنه في الدنيا و الآخرة ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم حسنات كأمثال الجبال فيؤمر بهم إلى النار فقيل يا نبي اللّٰه أ يصلون قال كانوا يصلون و يصومون و يأخذون و هنا من الليل لكنهم كانوا إذا ألاح لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه»
(وصية)
نبوية تحرض على صفات سنية «قال رسول اللّٰه ﷺ أيها الناس إن هذه الدار دار التواء لا دار استواء و منزل ترح»