الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() ما قلناه تتعوذ في كل مرة بالتعوذ الذي ذكرناه و كذلك بعد صلاة المغرب و بعد صلاة الصبح قبل إن نتكلم و عند ما تسلم من الصلاة تقول اللهم أجرني من النار سبع مرار و كذلك إذا صليت المغرب بعد أن تسلم و قبل إن تتكلم تصلي ست ركعات ركعتان منها تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و قل هو اللّٰه أحد ست مرات و المعوذتين في كل ركعة من الركعتين فإذا سلمت فقل عقيب السلام اللهم سددني بالإيمان و احفظه علي في حياتي و عند وفاتي و بعد مماتي و كذلك تقول في أثر كل صلاة فريضة إذا سلمت منها و قبل الكلام اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس و لمحة و لحظة و طرفة يطرف بها أهل السموات و أهل الأرض و كل شيء هو في علمك كائن أو قد كان اللهم إني أقدم إليك بين يدي ذلك كله اللّٰه ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ و إياك و الإصرار و هو الإقامة على الذنب بل تب إلى اللّٰه في كل حال و على أثر كل ذنب و لقد أخبرني بعض الصالحين بمدينة قرطبة من أهلها قال سمعت أن بمرسية رجلا عالما أعرفه و رأيته و حضرت مجلسه سنة خمس و تسعين و خمسمائة بمرسية و كان هذا العالم مسرفا على نفسه و ما منعني أن أسميه إلا خوفي أن يعرف إذا سميته فقال لي ذلك الفقير الصالح قصدت زيارة هذا العالم فامتنع من الخروج إلى الراحة كان عليها مع إخوانه فأبيت إلا رؤيته فقال أخبروه بالذي أنا عليه فقلت لا بد لي منه فأمر فدخلت عليه و قد فرغ ما كان بأيديهم من الخمر فقال له بعض الحاضرين أكتب إلى فلان يبعث إلينا شيئا من الخمر فقال لا أفعل أ تريدون أن أكون مصرا على معصية اللّٰه و اللّٰه ما أشرب كأسا إذا تناولته إلا و أتوب عقيبه إلى اللّٰه تعالى و لا انتظر الكأس الآخر و لا أحدث به نفسي فإذا وصل الدور إلي و جاء الساقي بالكأس ليناولني إياه انظر في نفسي فإن رأيت أن أتناوله منه تناولته و شربته و تبت عقيبه فعسى اللّٰه أن يمن علي بوقت لا يخطر لي فيه إن أعصي اللّٰه قال الفقير فتعجبت منه مع إسرافه على نفسه كيف لم يغفل عن مثل هذا و مات رحمه اللّٰه (وصية)إذا صليت فلا ترفع بصرك إلى السماء فإنك لا تدري يرجع إليك بصرك أم لا و ليكن نظرك إلى موضع سجودك أو قبلتك و حافظ على تسوية الصف في الصلاة و إذا رأيت من برز بصدره عن الصف رده إليه و احذر أن تأتي أمرا إلا عن بصيرة و علم و لا تدخل في عمل لا تعرف حكمه عند اللّٰه و أد الحقوق في الدنيا فإنه لا بد من أدائها فإن أديتها هنا شكر اللّٰه فعلك و أفلحت و عليك بمخالفة أهل الكتاب و كل من ليس على دينك و لو كان خيرا فاطلب على ذلك في الشرع فإذا وجدته مجملا أو معينا فاعمل به من حيث ما هو مشروع لك تكن مؤمنا و إذا رأيت ما تنكره و لا تعرفه فسلمه إلى صاحبه و لا تعترض عليه فإن اللّٰه ما ألزمك إلا بما تعرف حكم اللّٰه فيه فتحكم فيه بحكم اللّٰه و لا تنظر إلى إنكارك فيه مع عدم علمك به فقد يكون ذلك الإنكار من الشيطان و أنت لا تعرف و رأيت كثيرا من الناس يقعون في مثل هذا و إياك و الاعتداء في الدعاء و الطهور فإن ذلك مذموم و ليس بعبادة و مثل الاعتداء في الدعاء أن تدعو بقطيعة رحم و شبه ذلك و الاعتداء في الطهور الإسراف في الماء و الزيادة على الثلاث في الوضوء و إذا توضأت فاعزم أن تجمع بين مسح رجليك و غسلهما فإنه أولى و لا تترك شيئا من سنن الوضوء فإن من سننه ما فيه خلاف بين وجوبه و عدم وجوبه كالمضمضة و الاستنشاق و الاستنثار و إذا صليت فاسكن في صلاتك و لا تلتفت يمينا و شمالا و لا تعبث بلحيتك في الصلاة و لا بشيء من ثيابك و لا تشتمل الصماء في الصلاة و ليكن ظهرك مستويا في ركوعك و لا تذبح كما تذبح الحمار و احذر أن تكون مكاسا و هو العشار أو مدمن خمر أو مصرا على معصية و إياك و الغلول و الربا و عليك بالدعاء بين الأذان و الإقامة و عليك بذكر لفظة اللّٰه اللّٰه من غير مزيد فإن نتيجة هذا الذكر عظيمة قلت لبعض الحاضرين مع اللّٰه من شيوخنا و كان ذكره اللّٰه اللّٰه من غير مزيد فقلت له لم لا تقول لا إله إلا اللّٰه أطلب بذلك الفائدة منه فقال لي يا ولدي أنفاس المتنفس بيد اللّٰه ما هي بيدي و كل حرف نفس فنخاف إذا قلت لا أريد لا إله إلا اللّٰه فربما يكون النفس بلا آخر نفسي فأموت في وحشة النفي و كلمة اللّٰه فيها من الفائدة ما لا يكون في غيرها فإنه ما ثم كلمة تحذف منها حرفا فحرفا إلا و يختل ما بقي إلا هذه الكلمة كلمة اللّٰه فلو زال الألف بقي لله كلمة مفيدة و لو زالت |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |