الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() به يوحدني به أوحده *** لذاك يبدو إذا يبدو و يستتر يقول عز و جل ﴿أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ﴾ [العلق:14] و قد صح أن بين اللّٰه و بين العالم نسبا فوجب على كل عاقل أن يطلب على نسبه لتصح الأهلية و تثبت من أجل الميراث و هو قد قال ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا﴾ [فاطر:32] و قد بينا أن بالكتابة توجد المعاني لضم الحروف أعيانها بالدلالة عليها فقد أعطى العالم الإيجاد فهو يوجد بعضه بعضا إيجاد الآلات بيد الصانع أ لا ترى إلى الصانع بالآلة لا يصنع ما لم تكن الآلة و إن الآلة لا أثر لها في المصنوع ما لم يحركها الصانع فتوقف عليها تواقفها عليه فلا يقول كن حتى يريد فهي إشارة [الشأن في الشأن]و من ذلك الشأن في الشأن الشأن ما نحن فيه و هو يخلقه *** و ليس يخلق شيئا ليس يعلمه بذا أتانا كتاب اللّٰه يعلمنا *** فمن تفكر فيه فهو يفهمه خص الإله به من شاءه فإذا *** يبدو له سره في الحال يحكمه الذي جاء في كتاب اللّٰه قوله تعالى ﴿أَ لاٰ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ [الملك:14] قال الشأن في قوله ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29] و ليس إلا الفعل و هو ما يوجده في كل يوم من أصغر الأيام و هو الزمان الفرد الذي لا ينقسم و الفعل إذا لم يكن الفاعل يفعل بالذات أي تنفعل عنه الأشياء لذاته و إلا فلا بد له عند إيجاد المفعول عنه من هيأة يكون عليها هي عين الفعل و لا يلزم إذا كان فاعلا لذاته صدور العالم عنه دفعة واحدة فإن الممكنات لا تتناهى و ما لا يتناهى لا يدخل في الوجود إلا على الترتيب فهو ممتنع لنفسه و ما هو ممتنع لنفسه لا يتصف الفاعل فيه على الترتيب بالقصور عن إبرازه كله إذ لا كل له فإنه محال لذاته و الحقائق لا تتبدل و الممكن لعينه أعطى الترتيب الواقع و أعطاه الحق الوجود لذاته فما هو إلا وقوع عين الممكن على نور التجلي فيرى نفسه و ما انبسط عليه ذلك النور فيسمى وجودا و لا حكم للنظر العقلي في هذا نعم له الحكم في بعض ما ذكرناه و التسليم من العاقل في بعض فالحق في شئونه بالذات يفعل و الترتيب لها [الاكتساب غلق الباب]و من ذلك في الاكتساب غلق الباب الاكتساب مغالق الأبواب *** فيما نؤمله من الإكساب إن صح لي كسب يصح بأنني *** من أهله فتصح لي أنسابي فإنا و إياه بحكم وجوده *** شهدت بذلك عنده أحسابي أني شهيد عالم بأمورنا *** لسنا عن الأبصار بالغياب اللّٰه يعلم أنه عندي بما *** قد قاله في العلم حشو إهابي لما علمت جلاله و جماله *** أعلمت أن الأمر لمع سراب قال الاكتساب تعمل في الكسب و الموجد مكتسب لأنه قد وصف بما اكتسب فقد كان عن هذا الوصف غير موصوف به إذ لم يكن ذلك المكتسب و لذلك «ورد كان اللّٰه و لا شيء معه» و لم يرد عن المخبر عن اللّٰه ما ذكره علماء الرسوم و أدرجوه في هذا الخبر و هو قولهم و هو الآن على ما عليه كان فإنه تكذيب للخبر فإنه الآن بالخبر الإلهي كل يوم في شأن و قد كان و لا أيام و لا شئون تلك الأيام فكيف يصح قولهم و هو الآن على ما عليه كان و هو القائل ﴿إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [النحل:40] و أنت المؤمن بهذا القول فلا بهذا و لا بذاك [لا يخشى إلا من يخشى]و من ذلك لا يخشى إلا من يخشى إن الإله أحق أن نخشاه *** من كل مخلوق لنا نقشاه فإذا خشيت اللّٰه كنت موفقا *** و كذاك إذ تخشى الذي يخشاه من كان يخشى اللّٰه قام بأمره *** و بنهيه عقدا إذا ما شاه اللّٰه يحفظ سر عبد موقن *** فإذا تيقن أنه أفشاه إبداله منه لذلك عيرة *** عند السري تنفيه في مسراه |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |