واحدة و بما ذا تميزت جماعة من أخرى و ما الصفة التي عدمتها كل جماعة حتى تفرقت الجماعات و لم تفترق إلى آحاد و فيه علم أول قوة يكون لها الحكم عند البعث من قوى الحس و هل يتقدمها حكم قوة أخرى من قوى الحس قبل البعث أم لا و فيه علم انتشار الروح الإلهي على الأجسام كلها و فيه علم أحوال حكم اللّٰه يوم القيامة في الخلق و بأي اسم يتجلى في ذلك اليوم و فيه علم القوة الإلهية و النشر و الطي في أي أوان يكون و هل يتقدم بعث العالم أو يتأخر فإن تأخر فأين يكون العالم عند ذلك و هل تجتمع الملائكة و البشر في صعيد واحد في ذلك اليوم أم لا و فيه علم منزلة من وصف الحق بأوصاف الخلق من الذم و مبلغه من العلم في ذلك و فيه علم تأديب الصغير و الكبير و هو قوله إياك أعني فاسمعي يا جارة و فيه علم الأدوات في ترتيب الخطاب و ما تفيد كل أداة منها و اشتراك الأدوات في الصورة و اختلافها في الحكم كلفظة لا فصورتها واحدة و هي من جملة الأدوات و أحكامها مختلفة بحسب الحضرة التي تتجلى فيها فيكون حكمه النفي و يكون النهي و يكون العطف و هكذا سائر الأدوات و هذا من علم البيان الذي علمه الإنسان و فيه علم الايمان المذموم في الشرع و هل حكم الايمان في نفسه حكم الشرع فيه أم لا و هل يعدل به عن حقيقته فيظهر له تجل في غير حقيقته صورته فيسمى به الصورة التي انتقل إليها و فيه علم مراتب الكذب و محموده من مذمومه و أين يجب استعماله و أين يحرم استعماله و مراتب المكذبين و فيه علم مرتبة الخنثى و هو الذي تنسب إليه الذكورة فيقبلها و تنسب إليه الأنوثة فيقبلها فهل هو ذكر أو أنثى أو لا ذكر و لا أنثى فإن اللّٰه قال ﴿خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثىٰ﴾ [الليل:3] فهل يتضمن هذا الخطاب الخنثى فإنه مخلوق ينسب إليه الأمران فيدخل تحت هذا الخطاب أو هو خارج عن هذا الخطاب و يدخل تحت قوله ﴿اَللّٰهُ خٰالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الرعد:16] فإن الخنثى برزخ متوسط فإن اسم الحيوان ينطلق عليه و لا بد فإنه ليس من خصائص الإنسان كما أن الذكورة و الأنوثة ليست من خصائص النوع الإنساني و فيه علم التهيؤ لانتظار الفجئات لأنه لا يدري بما يأتي و هذا مقام لم أر أحدا أتم مني فيه لله الحمد على ذلك و فيه علم التعمل في اكتساب الأهم فالأهم و هو من الحزم و أين موطنه من موطن التراخي و فيما ذا يكون التراخي أولى من الحزم و ما يحمد من الحزم مع كونه سواء الظن و يبتني على هذا أمور كثيرة فهو علم شريف و فيه علم ما آل العالم المكلف من الإنس و الجان و الذين هم الملائكة و هل يرتفع عنهم الخوف أم لا يزال يستصحبهم أبد الآبدين و فيه علم التجلي في غير صورة العلم و فيه علم حجاب النعم و متى هو الإنسان أتم حضورا مع اللّٰه هل في حال الشدة أو في حال الرخاء و لأي حال هو الحمد العام و الحمد الخاص و فيه علم اختلاف المحامد لاختلاف الأحوال و فيه علم الأنس بمن يقع الأنس هل بالمناسب أو بغير المناسب أو بهما و فيه علم الاعتماد على الأسباب هل كله مذموم أو محمود أو منه ما هو مذموم و منه ما هو محمود و ما هو سبب بوضع الحق و ما هو سبب بوضع الخلق و فيه علم مراتب العلم بالموت و فيه علم نفي الوكالة من الخلق و فيه علم الكفاية و بمن يكتفى و هل يصح الاكتفاء بمخلوق في أمر أم لا و فيه علم ما هو الإحسان و من هو المحسن و علم الإساءة و من هو المسيء و فيه علم المثلين إذا تماثلا من جميع الوجوه المعنوية هل يصطحبان أم لا فإن الفائدة قد ارتفعت ما بينهما و هذه مسألة لا يتنبه إليها إلا منور البصيرة من لا يزال مع الأنفاس يستفيد و من ليست له هذه الحالة فليس بإنسان كامل الإنسانية لأنه ما أعطى النظر إلا ليستفيد و فيه علم الفرق بين معاملة اللّٰه و معاملة الخلق و هل تتساوى عند العامل المراقبة في المعاملتين أم لا و لا سيما عند من يرى أن اللّٰه قد جعل للعالم حقوقا بعضه على بعضه فيتعين على العامل مراقبة الخلق لأداء الحقوق التي أوجبها اللّٰه عليه لهم فهل ذلك من مراقبته فيكون ما راقب إلا الحق أو هل ذلك من مراقبة الخلق فيرجع ذلك إلى استحقاق هذه الحقوق و هل استحقها العالم على هذا الشخص لذاتهم أعني لذات المستحقين أو هل يستحقها بجعل اللّٰه فيعلم من هذا المنزل صورة الأمر على حقيقته من جمع أو تفصيل و فيه علم تفاضل طبقات العذاب و النعيم و فيه علم ضرب الأمثال و من ينبغي أن يضرب له مثل و من ينبغي أن لا يضرب له مثل لقوله ﴿فَلاٰ تَضْرِبُوا لِلّٰهِ الْأَمْثٰالَ﴾ [النحل:74] و هو قد ضرب الأمثال فقال ﴿إِنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ﴾ [البقرة:270] كيف يضربها ﴿وَ أَنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:216] فناط بهم الجهل بالمواطن فالعالم يقطع عمره في نظر ما ضرب اللّٰه له من الأمثال و لا يستنبط مثلا من نفسه و لا سيما لله و ما أظن يفي عمر الإنسان بتحصيل علم ما ضرب اللّٰه له من الأمثال و فيه علم من يبين عن اللّٰه هل يسمى هاديا أم لا فإنه مهدي بلا شك و فيه علم حال