ليس للخلق تبديل أو لا تبديل لخلق اللّٰه من كونه ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] و فيه علم حكمة الأخذ الإلهي جزاء هل يعم أو يؤلم ابتداء من غير جزاء كإيلام البريء و الصغير فهل هو كما قاله القائل أو ليس الأمر كذلك و إنما هو بريء في ظاهر الأمر مما نسب إليه و ما هو بريء عند اللّٰه من أمر آخر وقع منه في حق حيوان أو ما لا يعلمه إلا اللّٰه و المبتلى أن تذكره فلا يكون على هذا الأخذ أبدا بل له جزء ابتداء و إنما قاله من قاله بنسبة خاصة رأى الأخذ عندها مع براءة المأخوذ مما نسب إليه من تلك النسبة الخاصة و لم يكن عند اللّٰه الأخذ إلا من أمر عمله استحق به هذه العقوبة فانتظر انقضاء زمان المهملة فانقضى عند دعوى عليه غير صادقة هو منها بريء فأخذ عندها و إنما كان الأخذ بما تقدم فقيل هذا الأخذ و هو بريء مما نسب إليه فصدقوا أنه بريء و لم يصدقوا في أنه أخذ من أجل تلك الدعوى عليه و هو من علم المكاشفة و الاعتبار و المكاشفة في تحصيل هذا العلم أتم لأنه يعين لك الكشف العلة على خصوصها و الاعتبار يجملها لك من غير تعيين أو يخرج لها عللا محتملة لا يدري ما أوجب ذلك الأخذ منها فهذا الفرق بين أهل الاعتبار و الكشف و فيه علم إلحاق اللّٰه بصفة المتقين حتى كان وليهم فإنه ولي المؤمنين لأنه مؤمن و هو ولي المتقين فمن أين يوصف الحق بأنه متق و فيه علم من أين أعطى من أعطى العلم بنطق العالم من غير جهة الخبر فإن الخبر تقليد و فيه علم تأثير الأحوال في أصحابها عند اللّٰه و فيه علم ترك الأدب لما يرجى في ذلك من نيل الغرض المقصود و سواء كان محمودا أو مذموما لأنه ما كل غرض محمود و لا كل عرض مذموم و فيه علم تغير الأحوال لتغير الوارد و فيه علم المؤاخاة بين الملائكة و الناس الصلحاء منهم و فيه علم أين ينزل أهل اللّٰه يوم القيامة و في الجنان و أي اسم يصحبهم من الأسماء الإلهية و فيه علم توقف الأسماء الإلهية بعضها على بعض و أنها تعطي بالمجموع أمرا لا يكون يعطيه فرد فرد من ذلك المجموع و فيه علم ما تنتجه السياسة الحكمية التي تقضي بها العقول و أنها في ذلك على بصيرة من حيث لا تشعر أعطتها ذلك تجربتها النفوس و ما صفة من يقول بهذا العلم و فيه علم الميل لم يميل و لم يمال و فيه علم النظر في الأولى فالأولى و فيه علم الأعواض و هو إذا اعتاص عليك أمر تعوضت عنه بأمر يقوم مقامه فيما تريد إما موازنة سواء و إما أزيد بقليل أو أنقص منه بقليل بحيث إنه لا يؤثر في المطلوب أثرا يخرجه عن نيل غرضه بالكلية و هل في الوجود من لا عوض له إذا فقد أم لا و فيه علم تمييز الرجال بالأحوال و فيه علم تقاسيم الأوامر الإلهية التي تقسمها قرائن الأحوال و ما حكم الأمر إذا تعرى عن قرائن الأحوال هل حكمه الوجوب أم لا أو التوقف و هل تعريه عن قرائن الأحوال قرينة حال عدمية تعطيه الوجوب و هل عندنا قرينة حال تعطي الوجوب للأمر و فيه علم وصف العدم بأوصاف الوجود من الانتقال من حال إلى حال مع كونه عدما لا يزول عن هذا الوصف و فيه علم من أين قدم اللّٰه في نعته نفسه في كلامه بالرحمة على الأخذ و لم يفعل ذلك في صفة الكون فإنه قد قدم في صفة الكون صفة أهل المقت على صفة أهل السعادة كما وقع في سورة الغاشية و أمثالها و هل جاء مثل هذا ليفرق بين الخلق و الحق أم لا و فيه علم الوجهين في الأشياء فما من شيء إلا و فيه نفع بوجه و ضرر بوجه أي شيء كان إذا اعتبرته و وزنته وجدت الأمر كما قلنا فليس لشيء في الوجود وجه واحد أبدا أعظمها و أرفعها نور اللّٰه به ظهرت الأشياء من خلف الحجب و لو شال الحجب لأحرقت ما أوجدته فهي الموجدة المعدمة و كذا نزول القرآن له وجه نفع في المؤمن فإنه يزيد به إيمانا و فيه وجه ضرر للكافر لأنه يزيد رجسا إلى رجسه قال تعالى ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيراً﴾ [البقرة:26] ثم من رحمته بخلقه أن قال ﴿وَ مٰا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفٰاسِقِينَ﴾ [البقرة:26] فأعطانا العلامة فمن وجد في نفسه تلك العلامة علم أنه من أهل الضلال و فيه علم البعد الإلهي و القرب الإلهي من السعداء و الأشقياء و القرب الكوني و البعد الكوني هل هو على موازنة القرب و البعد الإلهي أو لهذا حكم و لهذا حكم و كذلك هو و فيه علم من علمه علم أنه ليس لله من أعمال العبد شيء و فيه علم ما هو العلم و فيه علم ما يوجب السامة و الملل و من يتصف بهما من العالم ممن لا يتصف بهما مع كون الحق قد وصف نفسه بالملل إذ أمل عبده من الخير الذي يكون عليه أو الشر سواء و فيه علم ما لا ينفع من الظنون بالخير عند اللّٰه و ما ينفع منها و فيه علم أسباب رجعة الكون إلى اللّٰه في الدنيا و فيه علم إن الحق هو عين الأشياء بما هو عين الأشياء هل بنفسه أو بشهوده أو بإحاطته و فيه علم ما هو الحق و حكم هذا الاسم حيث ورد هل تختلف أحكامه أو هو عين واحدة في