الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
فيرميني بأسهمه فأتى *** إليه فعل ذكران الرجال وقفت ببابه أشكو و أبكي *** بكاء فقيد واحدة الموالي و قلت بعبرة و حنين شجو *** أنا المطرود من بين الموالي أنا العبد المضيع حق ربي *** فكيف تضيعني يا ذا الجلال و إن مكارم الأخلاق منكم *** و إن العفو من كرم الخلال و هل نشرت لجالينوس كتب *** لغير إزالة الداء العضال و يدخر المقوم من سهام *** حذار كريهة يوم النضال إذا كان العبيد عبيد سوء *** فإن الفضل من شيم الموالي و عهدي باقتحام عقاب نفسي *** فكيف وقفت دونك في ضلال لو استنطقت عن عجزي و ضعفي *** لقلت فرضتم عين المحال و ها أنا واقف في حال عجزي *** ضعيف مثل ربات الحجال بعثت إليه حسن الظن مني *** و إلحافا عظيما في السؤال و إن كان الطباع طباع سوء *** فحسن الظن من كرم الخصال وجودك قد تحققه رجائي *** و بعد تحققي ما أن أبالي علمت بأن ذنبي لو تعالى *** لكان بجنب عفوك في سفال بلطفك قبل علمي كنت تاجا *** فبعد العلم الحق بالنعال لقد أيدتني و شددت أزري *** بتوحيد يجل عن المقال بواقية الوليد مننت ربي *** طردت بها القبيح من الفعال أعاين ما أعاين من جمال *** تقدس عن مكاشفة الخيال و عن صور مقيدة تعالى *** عن المثل المحقق في المثالي فأشهده و يشهدني فأفنى *** كمال في كمال في كمال و يأخذني لمشهده ارتياح *** كما نشط الأسير من العقال فما يلتذ بالحسنى سوائي *** لحسن عناية و صلاح بال رأيت أهلة طلعت شموسا *** و أين الشمس من نور الهلال فنفرت الظلام فلا ظلام *** و لا ليل إلى يوم انفصال سلخت عناية من ليل جسمي *** كما سلخ النهار من الليالي فكان المحو إثبات انفصال *** و كان النور آيات اتصالي و بعد الوصل فاستمعوا مقالي *** دعاني للسجود مع الظلال و إن وليك لما أراد النهوض في طريقه و النفوذ إلى ما كان عليه في تحقيقه اعترضت لوليك عقبة كئود حالت بينه و بين الشهود و البلوغ إلى المقصود و التحقق بحقائق الوجود فخفت إن تكون عقبة القضاء لما لسيفه من المضاء فرأيتها صعبة المرتقى حائلة بيني و بين ما أريده من اللقاء فوقفت دونها في ليلة لا طلوع لفجرها و لا أعرف ما في طيها من أمرها فطلبت حبل الاعتصام و التمسك بالعروة الوثقى عروة الإسلام فنوديت أن ألزم الطلب ما بقيت فعلمت أني بهذا الخطاب في صورة مثالية متجلية في حضرة خيالية و أن علاقة تدبير الهيكل ما انقطع و حكمه فيه ما ارتفع فاستبشرت بزوال إفلاسى عند رجعتي إلى إحساسي فنظمت ما شهدت و خاطبت وليي في |
|
||||||||
![]() |
![]() |
||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||





