الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() لأخجله و مات بها عزاما *** و هيمه و تيمه هواها و لو أن الهلال يكون بدرا *** لأربعة و عشر ما تلاها و لو أن البحار تكون ماء *** فراتا لم يلذ به سواها و لو أن الأراضي ذات سطح *** لما قال المهيمن قد دحاها و أظهر فبه زينة كل شيء *** و أخفى حكمة فيه ثراها و لو أن الديار بها أنيس *** لكان أنيسها رب بناها و لكن لا يصح الأنس عندي *** بذات ما لها صفة تراها و لو أن العوالي في سفال *** لكان سفالها أعلى ذراها و لو أن الرواسي شامخات *** لكان شموخها ممن علاها و لكن الشموخ لها مقام *** به رب البرية قد حباها و لو أن الصحيفة قيدت من *** يقيدها لري و قد محاها و لو أن الجحيم تكون نارا *** بلا برد مشيت على هواها و لكن العذاب وجود ضد *** تراه النفس ذوقا في جناها و لو أن المحبة ذات شخص *** لا ضعف شوقها منها قواها و لو نظر المشرع حين تخلو *** بمن تهواه شرعا ما نهاها و لو أن السماء بلا نجوم *** لنورها قليل من سناها و لو أن الرياح جرت رخاء *** لزعزعها و أفقدها رخاها و لو أن المياه تغور غورا *** لاحيا العالمين ندا يداها و لو أن السحاب حمت حياها *** عن الكفار أغناهم حياها و لو أن الجبال تسير سيرا *** لكان سماؤها منها ثراها و لو أن العيون ترى سناها *** بلا حجب لحل بها عماها و لو أن الملوك تراك عينا *** إذا أقبلتم حلت حباها و لو نطق الكتاب بكل حمد *** على أحد من الدنيا عناها و لو أن المغير يغير صبحا *** عليها في الفلاة لما سباها و يثبت في مواقف مهلكات *** لقوتها إذا أمر دهاها لقد أقسمت بالسبع المثاني *** و من سور الحروف بعين طاها لقد أبصرت عين الشمس تخفى *** عن الأبصار إذ تعطي نداها فتبصر جوها بيدي سحابا *** و تبصر أرضها تزهو رباها و تظهر حسنها لعمي عيون *** و يخفى طرفها عنا عناها و لما قيل قد رحلت و غابت *** و قد تركت خليفتها أخاها أجبت رسولها لما أتاني *** ليسأل أن تكلمني شفاها فقلت الستر أولى بي لأني *** رأيت فناء عيني في فناها فما رحلت لبغض كان منها *** و لكن كان عن حاد حداها إجابته لأمر و اعتناء *** به جود المهيمن قد حذاها فصار الكل مفتقرا إليها *** و صار الكون يرغب في حداها |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |