الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
دورات محصورة ليس هذا الفصل موضع حصرها و لا تعيينها ثم فتح اللّٰه صورة الفلك المكوكب و بعده الأرض و الماء و الهواء و النار عن حركة فلك البروج و شعاعات كواكب الفلك المكوكب ثم علا الدخان من نار الأركان لما كانت نارا مركبة فأظهر في ذلك الدخان صور السموات أفلاكا مستدبرة و جعل في كل فلك كوكبا كما سيأتي ذكر ذلك كله إن شاء اللّٰه تعالى و عن هذا الاسم الإلهي أوجد في النفس الإنساني الغين المعجمة و منزلة الهقعة (الفصل السادس عشر)في الاسم الإلهي الحكيمو توجهه على إيجاد الشكل و حرف الخاء المعجمة و منزله النحية من المنازل و تسمى الهنعة الشكل القيد و به سمي ما تقيد به الدابة في رجلها شكالا و المتشكل هو المقيد بالشكل الذي ظهر به يقول اللّٰه ﴿كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ﴾ [الإسراء:84] أي ما يعمل إلا ما يشاكله و إلى هذا يرجع معناه يقول ذلك الذي ظهر منه يدل على أنه في نفسه عليه و العالم كله عمل اللّٰه فعمله على شاكلته فما في العالم شيء لا يكون في اللّٰه و العالم محصور في عشر لكمال صورته إذ كان موجودا على صورة موجدة فجوهر العالم لذات الموجد و عرض العالم لصفاته و زمانه لأزله و مكانه لاستوائه و كمه لأسمائه و كيفه لرضاه و غضبه و وضعه لكلامه و إضافته لربوبيته و أن يفعل لإيجاده و أن ينفعل لإجابته من سأله فعمل العالم على شاكلته ﴿فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدىٰ سَبِيلاً﴾ [الإسراء:84] و إنه ﴿عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الأنعام:39] فالعالم على صراط مستقيم اعوجاج القوس استقامته فلا تحجب أ لا ترى الخلأ حكم على الجسم بالاستدارة فأظهره فلكا مستديرا فتلك شاكلته فحكمت عليه شاكلة الموطن جبريل ظهر في صورة دحية فجهل فقيل فيه إنسان و هو ملك و علم من علمه ملكا و الصورة إنسان فلم يؤثر علم الملكية منه في صورة إنسانيته و لم يؤثر الجهل بها فيها فالأشكال مقيدة أبدا هذا ما أعطاه الاسم الحكيم مرتب الأمور مراتبها و منزل الأشياء مقاديرها و ظهر من النفس الإنساني في المخارج حرف الخاء المعجمة و من المنازل النحية و ما من شيء ظهر في تفاصيل العالم إلا و في الحضرة الإلهية صورة تشاكل ما ظهر أي يتقيد بها و لو لا هي ما ظهر أ لا ترى الفلك الأطلس كيف ظهر من الحيرة في الحق لأن المقادير فيه لا تتعين للتماثل في الأجزاء كالاسماء و الصفات للحق لا تتعدد فالحيرة ما ظهرت إلا في الفلك الأطلس حيث قيل إن فيه بروجا و لا تتعين فوضع على شكل الحيرة و وضع الفلك المكوكب بالمنازل على شكل الدلالات على ما وقعت فيه الحيرة فاستدل بالمنازل على ما في الأطلس من البروج فهو على شكل الدلالة و جعل تنوع الأحكام بنزول السيارة في المنازل و البروج بمنزلة الصور الإلهية التي يظهر فيها الحق فبما للاطلس فيها من الحكم تجهل و يقال ليس لله صورة بالدلالة العقلية و بما للمنازل فيها من الدلالات تعلم و يقال هذا هو الحق فانظر حكم الإشكال ما فعل و منه الإشكال في المسائل فإنه يعطي الحيرة في المعلوم و شكل الشيء شبهه و الشكل يألف شكله الشكل يألف شكله و الضد يجهل ضده و الدنيا للامتزاج و الآخرة للتخليص فهي على شكل القبضتين |
|
|||||||
![]() |
![]() |
|||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||





