الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و جميع الموزونات من الأسماء و الأفعال فهي حروف وزن الكلمة و وزن عين الموجود فكن قامت مقام قل و قم و خذ و قص و اخرج و ادخل و اقترب و جميع ما يقع به الأمر فيكون إن كان أمر قيام فقيام و إن كان أمر قعود فقعود إلى جميع الأعيان فتحدث الكلمة في النفس فيحدث الكون في العماء على الميزان صلة في ذلك و هذه الصلة في أنواع ما يحدثه التدبير على الانفراد و بالمشورة في الكون فأما ما يحدث من ذلك على الانفراد و هو إذا حكم على المدبر اسمان الهيان أو خاطران في حق أصحاب الخواطر و هو في الإلهيات التردد و لا يخلو هذا المدبر في هذه الحال و غيرها من الأحوال أن يكون تحت حكم اسم إلهي من الأسماء السبعة المتحكمة في النفس و ما يظهر فيه من الكلمات و هو الاسم الجامع و النافع و العاصم و هو الواقي و السريع و الستار و هذه الخمسة الأسماء هي التي تعطي مقام العبودية في العالم و الاسم البصير و البارئ و هما اللذان يعطيان مقام الحرية في الاسم الجامع فمنه يكون الإمداد لأهل الفضائل و هم الذين يثابرون على مكارم الأخلاق و من هذا الاسم «قال رسول اللّٰه ﷺ بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» و يمد أيضا أهل الجمع و الوجود و الحماية و ترك المؤاخذة بالجرائم فيذبون عن أصحابها ما يريد بهم الاسم المنتقم و المعاقب فهو معطي الأمان و هو قوله تعالى ﴿يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ﴾ [الزمر:53] و فعله أبدا لا يكون إلا فيمن هو في مقام العبودية و أما الاسم الإلهي النافعفمنه يكون الإمداد للعلماء بالله على مراتبهم و أكثر ما يكون إمداده فيهم في علماء الأرواح و هو قوله تعالى ﴿أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَ لاَ الْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً﴾ [الشورى:52] أي نور هداية و يمد أيضا أهل الجود من أصناف الكرماء خاصة و هم الذين يجودون بالعطاء قبل السؤال من كل ما يقع به المنفعة للمعطي إياه و هو مختص العطاء و إمداد هذا الاسم بالذين أقامهم اللّٰه في مقام العبودية و العبودة فإن رجال اللّٰه على إحدى حالتين إما حال عبودية أو حال حرية و قد تقدم لك باب العبودية و باب الحرية في هذا الكتاب و أما |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |