الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


إعلامه للعارفين بالله فضرب لهم هذا المثل بالفعل ليعتبروا فيه بالعبور إلى ما نصب له من معرفة الإنسان الكامل ومعرفة الله لوجوده على الصورة وتغير أحواله فيها لتغير المراتب التي يظهر فيها قال تعالى والْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ ولم يسمه بدرا ولا هلالا فإنه في هاتين الحالتين ما له سوى منزلة واحدة بل اثنتين فلا يصدق قوله مَنازِلَ إلا في القمر فللقمر درج التداني والتدلي وله الأخذ بالزيادة والنقص في الدخول إلى حضرة الغيب والخروج إلى حضرة الشهادة ثم إن الله تعالى نعته بالانشقاق لظهور الإنسان الكامل بالصورة الإلهية فكان شقا لها فظهورها في أمرين ظهور انشقاق القمر على فلقتين‏

ورد في الخبر عن الصاحب أن القمر انشق على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عند سؤال طائفة من العرب أن يكون لهم آية على صدقه فانشق فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم للحاضرين اشهدوا وقال تعالى اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ الْقَمَرُ

فلا يدري هل أراد الانشقاق الذي وقع فيه السؤال وهو الظاهر من الآية فإنه أعقب الانشقاق بقوله وإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ويَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وكذا وقع

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه من العلم بالتحقق بالصورة أن العلم المطلق من حيث ما هو متعلق بالمعلومات ينقسم إلى قسمين إلى علم يأخذه الكون من الله بطريق التقوى وهو قوله إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وقوله في الخضر وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً وعلم يأخذه الله من الكون عند ابتلائه إياه بالتكليف مثل قوله ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ فلو لا الاشتراك في الصورة ما حكم على نفسه بما حكم لخلقه من حدوث تعلق العلم فإن ظهر الإنسان بصورة الحق كان له حكم الحق فكان الحق سمعه وبصره فسمع بالحق فلا يفوته مسموع ويبصر بالحق فلا يفوته مبصر عدما كان المبصر أو وجودا وإن ظهر الحق بصورة الإنسان في الحال الذي لا يكون الإنسان في صورة الحق كان الحكم على الله مثل الحكم على صورة الإنسان الذي ما له صورة الحق فينسب إليه ما ينسب إلى تلك الصورة من حركة وانتقال وشيخ وشاب وغضب ورضاء وفرح وابتهاج ومن أجل ما بيناه من شأن هذين العلمين جعل الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!