اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
كما لا يتكرر التجلي كذلك لا نتكرر هذه الطهارة بل لكل تجل طهارة فلكل صلاة تيمم ومن نظر إلى التجلي نفسه من حيث ما هو تجل لا من حيث ما هو تجل في كذا قال يصلي بالتيمم الواحد ما شاء كالمتوضئ لا فرق وهو قولنا
حتى بدت للعين سبحة وجهه *** وإلى هلم فلم تكن إلا هي
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
يدعى صاحبها عبد الجامع قال الله تعالى إن الله جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ فهو في نفسه جامع علمه العالم علمه بنفسه فخرج العالم على صورته فلذلك قلنا إن الحق عين الوجود ومن هذه الحضرة جمع العالم كله على تسبيحه بحمده وعلى السجود له إلا كثير من الناس ممن حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ فسجد لله في صورة غير مشروعة فأخذ بذلك مع أنه ما سجد إلا لله في المعنى فافهم ومن هذه الحضرة ظهر جنس الأجناس وهو المعلوم ثم المذكور ثم الشيء فجنس الأجناس هو الجنس الأعم الذي لم يخرج عنه معلوم أصلا لا خلق ولا حق ولا ممكن ولا واجب ولا محال ثم انقسم الجنس الأعم إلى أنواع تلك الأنواع نوع لما فوقها وجنس لما تحتها من الأنواع إلى أن تنتهي إلى النوع الأخير الذي لا نوع بعده إلا بالصفات وهنا تظهر أعيان الأشخاص وكل ذلك جمع دون جمع من هذه الحضرة وأقل الجموع اثنان فصاعدا ولم يكن الأمر جمعا ما ظهر حكم كثرة الأسماء والصفات والنسب والإضافات والعدد وإن كانت الأحدية تصحب كل جمع فلا بد من الجمع في الأحد ولا بد من الأحد في الجمع فكل واحد بصاحبه وقال تعالى من هذه الحضرة وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ والمعية صحبة والص
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
فإذا علمت هذا هان عليك إن تنسب الأفعال كلها لله كما تنسب الأسماء الحسنى كلها لله تعالى أو الرحمن مع أحدية العين واختلاف الحكم فاعلم ذلك وخذه في جميع ما يسمى فعلا فتعرف عند ذلك من هو المكلف والمكلف وتنطق فيه بحسب مشهدك انتهى الجزء الخامس والستون
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
واعلموا أن الشيوخ إنما حذروا من أخذ الإرفاق من النساء ومن صحبة الأحداث لما ذكرناه من الميل الطبيعي فلا ينبغي للمريد أن يأخذ رفقا من النساء حتى يرجع هو في نفسه امرأة فإذا تأنث والتحق بالعالم الأسفل ورأى تعشق العالم الأعلى به وشهد نفسه في كل حال ووقت ووارد منكوحا دائما ولا يبصر لنفسه في كشفه الصوري وحاله ذكرا ولا أنه رجل أصلا بل أنوثة محضة ويحمل من ذلك النكاح ويلد وحينئذ يجوز له أخذ الرفق من النساء ولا يضره الميل إليهن وحبهن وأما أخذ العارفين فمطلق لأن مشهودهم اليد الإلهية المقدسة المطلقة في الأخذ والعطاء وكل شخص يعرف حاله والطريق صدق كله وجد لا يقبل الهزل ولا الطفيلي عنده وإن سامح الحق
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
إذا أحببت محبوبا *** له النخوة والعجب
فلا تعجب فلا تحجب *** فقلبي للهوى قلب
ومن هذه الحضرة ظهر الغني في العالم الذي يحوي على الفقر والخوف مع ما فيه من الزهو والفخر أما ما فيه من الفقر فلطلب الزيادة وأما ما فيه من الخوف فهو الفزع من تلف ما بيده والحوطة عليه وأما ما فيه من الزهو والفخر فهو ما يشاهده من الطالبين رفده وسعى الناس في تحصيل مثل ما عنده فمن هو بين غنى وفقر كيف يفتخر فالفقر لا يتركه يفرح والغني لا يتركه يحزن فقد تعرى بهذين الحكمين من هاتين الصفتين


