اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
عليه من الله مع صاحبه من الأسماء الإلهية فيتعين عليه في كل نفس خمسة حقوق يطالب بالقيام بها حق الوارد عليه وحق صاحبه وحق المسافر عنه في تسفيره وحق صاحبه والحق الخامس حق الله تعالى وهو صاحبه الملازم له في سفره فإنه الصاحب في السفر كما هو الخليفة في الأهل فما خلق الله أتعب خاطر ولا قلب من أهل الكشف والحضور العارفين بالله من أهل الله أهل الشهود لهذه الأمور فيتخيل من لا معرفة له بالأمور أن العارف في راحة لا والله بل هو أشد عذابا من كل أحد فإنه لا يزال في كل نفس يطلب نفسه مطلوبا من أجل ما أشهده الله ما أشهده بأداء هذه الخمسة الحقوق ولو لا أن الله يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ برحمته التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وإن من رحمة الله أعطى الله هذا العبد من الاتساع وكثرة الوزعة والخدام ما يستعين بهم على أداء هذه الحقوق ما قدر الإنسان على أداء شيء منها ولا يطالب بهذه الحقوق كلها إلا من أشهده الله عين ما ذكرناه كما قال إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ كما يعين في الإنسان الواحد في إنزال القرآن أنه بلاغ من وجه وانذار من وجه وإعلام بتوحيد من وجه وتذكرة ل
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
بين الولاية والرسالة برزخ *** فيه النبوة حكمها لا يجهل
لكنها قسمان إن حققتها *** قسم بتشريع وذاك الأول
عند الجميع وثم قسم آخر *** ما فيه تشريع وذاك الأنزل
في هذه الدنيا وأما عند ما *** تبدو لنا الأخرى التي هي منزل
فيزول تشريع الوجود وحكمه *** وهناك يظهر أن هذا الأفضل
وهو الأعم فإنه الأصل الذي *** لله فهو نبأ الولي الأكمل
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
فاعلم إن الله تعالى ما خلق العالم لحاجة كانت له إليه وإنما خلقه دليلا على معرفته ليكمل بذلك ما نقص من مرتبة الوجود ومرتبة المعرفة فلم يرجع إليه سبحانه من خلقه وصف كمال لم يكن عليه بل له الكمال على الإطلاق ولا أيضا كان العالم في خلقه مطلوبا لنفسه لأنه ما طرأ عليه من خلقه صفة كمال بل له النقص الكامل على الإطلاق سواء
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
المعظم في العرف أن تقول الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ ومثل ذلك ولا ينبغي أن يعين في الثناء خلق المحقر عرفا والمستقذر طبعا وإن دخل في عموم كل شيء ولكن إذا عين لا يقتضيه الأدب بل ينسب معينه إلى سوء الأدب أو فساد العقيدة مع صحة ذلك ولا أمثل به فإني أستحيي أن يقرأ مع الزمان في كتابي فلذلك لم نمثل به كما مثلت بالعام وبالعظيم والكل منه ونعمته ولو لا حقارة ذلك بالعرف لم نقل به فإني ما أرى شيئا ليس عندي بعظيم لأني أنظر بعين اعتناء الله به حيث أبرزه في الوجود فأعطاه الخير فليس عندنا أمر محتقر وهذا شهود القوم فالكل نعمته ظاهرة وباطنة فظاهرة ما شوهد منها وباطنة ما علم ولم يشهد وظاهرة التعظيم عرفا وباطنة التعظيم عند أهل الله وأهل النظر المستقيم مما ليس بعظيم في الظاهر لأن هذا الأمر شبيه بالآيات المعتادة والآيات غير المعتادة فالآيات المعتادة ما هي آيات إلا لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ولا فرق بينها وبين الآيات غير المعتادة مثل حركات الأفلاك واختلاف الليل والنهار وما يظهر في فصول السنة من
الأرزاق والأمور المعادة والمسخرات فلا يتنبه بها إلا كل ذي عقل سليم إنها آيات وأما غير المعتاد
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
من كان وجها كله يستقبل ربه بذاته كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه كما يرى من أمامه فكان وجها كله فينبغي للمستسقي ربه أن يقبل على ربه بجميع ذاته فإنه ما فيه جزء محسوس أو معنوي ظاهر أو باطن إلا وهو فقير محتاج إلى رحمة الله به في استجلاب نعمه أو بقاء النعم عليه ولهذا يجيب الله المضطر في الدعاء فإن المضطر هو الذي دعا ربه عن ظهر فقر إليه وما منع الناس الإجابة من الله في دعائهم إياه إلا كونهم يدعونه عن ظهر غنى لالتفاتهم إلى الأسباب وهم لا يشعرون وينتجه عدم الإخلاص والمضطر المضمون له الإجابة مخلص مخلص ما عنده التفات إلى غير من توجه إليه


