الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


رب الكل الواحد الصمد وقد أشبعنا القول في هذا الفصل في كتابنا المسمى بالتدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية فأضربنا عن تتميم هذا الفصل هنا مخافة التطويل وكذلك ذكرناه أيضا في تفسير القرآن فسبحان من تفرد بتربية عباده وحجب من حجب منهم بالوسائط وخرج من هذا الفصل لمن عرف روحه ومعناه أن الرب هو الله سبحانه وأن العالمين هو المثل الكلي ولذلك أوجده في العالمين على ثمانية أحرف عرشا واستوى عليه باللطف والتربية والحنان والرحمة الرحمانية المؤكدة بالرحيمية لتميز الدار الحيوان لقوله تعالى الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فعم بالرحمن وخص بالرحيم فالرحمن في عالمه بالوسائط وغيرها والرحيم في كلماته بلا واسطة لوجود الاختصاص وشرف العناية فافهم والأسلم تسلم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فنفرض الكلام في هذه الآية على حد الملك وما ينبغي له وهل ترتقي النفس من يوم الدين إلى الفناء عنه فأقول إن الملك من صح له الملك بطريق الملك وسجد له الملك وهو الروح فلما نازعه الهوى واستعان بالنفس عليه عزم الروح على قتل الهوى واستعد فلما برز الروح بجنود التوحيد والملإ الأعلى وبرز الهوى كذلك بجنود الأماني والغرور والملإ الأسفل قال الروح للهوى مني إليك فإن ظفرت بك فالقوم لي وإن ظفرت أنت وهزمتني فالملك لك ولا يهلك القوم بيننا برز الروح والهوى فقتله الروح بسيف العدم وظفر بالنفس بعد إباية منها وجهد كبير فأسلمت تحت سيفه فسلمت وأسلمت وتطهرت وتقدست وآمنت الحواس لإيمانها ودخلوا في رق الانقياد وأذعنوا وسلبت عنهم أردية الدعاوي الفاسدة واتحدت كلمتهم وصار الروح والنفس كالشي‏ء الواحد وصح له اسم الملك حقيقة فقال له ملك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يَوْمِ الدِّينِ فرده إلى مقامه ونقله من افتراق الشرع إلى جمع التوحيد والملك على الحقيقة هو الحق تعالى المالك للكل ومصرفه وهو الشفيع لنفسه عامة وخاصة خاصة في الدنيا وعامة في الآخرة من وجه ما ولذلك قدم على قوله ملك
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يَوْمِ الدِّينِ ... الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لتأنس أفئدة المحجوبين عن رؤية رب العالمين أ لا تراه يقول يَوْمِ الدِّينِ شفعت الملائكة والنبيون وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين ولم يقل وبقي الجبار ولا القهار ليقع التأنيس قبل إيجاد الفعل في قلوبهم فمن عرف المعنى في هذا الوجود صح له الاختصاص في مقام أرحم ومن جهلها في هذا الوجود دخل في العامة في الحشر الأكبر فتجلى في مقام الراحمين فعاد الفرق جمعا والفتق رتقا والشفع وترا بشفاعة أرحم الراحمين من جهنم ظاهر السور إلى جنة باطنه فإذا وقع الجدار وانهدم السور وامتزجت الأنهار والتقت البحران وعدم البرزخ صار العذاب نعيما وجهنم جنة فلا عذاب ولا عقاب إلا نعيم وأمان بمشاهدة العيان وترنم أطيار بألحان على المقاصير والأفنان ولثم الحور والولدان وعدم مالك وبقي رضوان وصارت جهنم تتنعم في حظائر الجنان واتضح سر إبليس فيهم فإذا هو ومن سجد له سيان فإنهما ما تصرفا إلا عن قضاء سابق وقدر لا حق لا محيص لهما عنه فلا بد لهما منه وحاج آدم موسى‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

في قوله جل ثناؤه وتقدس إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏

لما ثبت وجوده بالحمد لله وغذاؤه برب العالمين واصطفاؤه بالرحمن الرحيم وتمجيده بملك

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يَوْمِ الدِّينِ أراد تأكيد تكرار الشكر والثناء رغبة في المزيد فقال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وهذا مقام الشكر أي لك نقر بالعبودية ونؤوي وحدك لا شريك لك وإليك نؤوي في الاستعانة لا إلى غيرك على من أنزلتهم مني منزلتي منك فأنا أمدهم بك لا بنفسي فأنت الممد لا أنا وأثبت له بهذه الآية نفي الشريك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فالياء من إياك العبد الكلي قد انحصرت ما بين ألفين ألفي توحيد حتى لا يكون لها موضع دعوى برؤية غير فأحاط بها التوحيد والكاف ضمير الحق فالكاف والألفان شي‏ء واحد فهم مدلول الذات ثم كان نعبد صفة فعل الياء بالضمير الذي فيه والعبد فعل الحق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!