الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فترجع إليه وتقبله ولا ترده ولا تحملك الأنفة إن كنت ذا كبر في السن أو المرتبة وظهر الحق عند من هو أصغر منك سنا أو قدرا أو ظهر الحق عند معتوه تأدبت معه وأخذته عنه واعترفت بفضله عليك فيه هذا هو الاتصاف وما رأيت من تحقق بهذا خلقا في عمري إلا سيد واحد يقال له أبو عبد الله ابن جبير لقيته بمدينة سبتة وقصر كتامة وهو جزء من آداب الشريعة فإن أدب الشريعة هو الأم لباقي الأقسام‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهو ترك الأدب بفنائك وردك ذلك كله إلى الله وسيأتي في الباب الذي يلي هذا الباب وهو في المقامات كالوهب في أصناف العطاء وهو أن يعطي لينعم لا لسبب آخر وكذا المأدبة الاجتماع على طعام ماله سبب إلا الدعوة إليه خاصة من غير تقييد من صفة وليمة أو ختان أو ضيافة أو عقيقة وغير ذلك وكذا جامع الخير لا لسبب بل لكون جامع ذلك له نفس فاضلة خيرة بالذات فذلك هو الأديب وللأدب حال ومقام وهذا باب معرفة مقامه فمقامه هو ما يثبت له دائما وليس ذلك إلا الأدب مع الحق فإنه له الدوام في الدنيا والآخرة وما فاز به إلا أهل الفتوة من الملامية لا غير سلكوا فيه كل مسلك واستخرجوا كنوزه وحصلوا فوائده كما قال الله تعالى إنه ما خلق السموات وهو كل عالم علوي والأرض وهو كل عالم سفلي السماء من عالم الصلاح والأرض من عالم الفساد ومنه اشتقت اسم الأرضة لما تفسده في الثياب والورق والخشب ويسمى أيضا السوس والعث وما بينهما إلا بالحق من العالم فهذا الحق المخلوق به هذا العالم هو الذي نتأدب معه فإنه سبب وجود أعيان العالم وبه يحكم الله يوم القيامة بين عباده وفي عباده وبه أنزل الشرائع فقال لرسوله داود يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهو أن يعطي ذات المخدوم كان ما كان ما تستحقه من حيث عينها خاصة وهو أن تقف مع ما تطلبه بذاتها فتبادر إليه من قبل أن تأمرك به أو تساءلك فيه حتى لا يظهر عليها ذلة المسألة ولو كان أكبر منك وسالك في أمر فهو من حيث سؤاله إياك في ذلك الأمر أن تفعله إظهار حاجة إليك ولو عادت عليك منفعته ولكن مقام السؤال يقتضي ذلك فمقام أدب الخدمة الحضور دائما مع كل ذات مشهودة لك تنظر فيما تستحقه بما يعطيه الزمان أو المكان أو الحال فتقوم لها بذلك من غير سؤال ولا تنبه من أحد سوى حضورك فهذا مقام أدب الخدمة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهو أن تقوم بأمرها خاصة لا بما تعطيك ذاتها إلا إن أمرتك بذلك فيكون قيامك بما تعطيك ذاتها من حيث أمرها لا غير قال تعالى وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وكل خدمة عن أمر فمن أدب الشريعة لا من أدب الخدمة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإنا نذكره إن شاء الله‏

ومن أدب الشريعة أخذك لأحكامها المشروعة والوقوف عند رسومها وحدودها واتصافك بها لمجرد الخدمة والاشتغال لا لتحلية النفس بالعلم بها دون العمل ومن آداب الخدمة أن لا يشغلك ولا يبعثك عليها ما تنتجه لك من المخدوم من القبول وملاحظات التأميل فإن شغلك ذلك فما خدمت سوى غرضك ونفسك ومن آداب الحق أن لا يتعدى علمك في الأشياء علمه فيها وهو الموافقة وإن أعطاك علمك خلاف ذلك ولا سيما فيما أضافه الحق إلى الخلق من الأعمال فأضفها أنت إلى من أضافها الله واترك علمك لعلمه فإنه العليم وأنت العالم وهو الصادق فيما يخبر فما أضاف أمرا إلى من أضافه إلا وينبغي لذلك المضاف إليه تلك الإضافة فلا ترجح علمك على علمه من حيث قيام الدليل لك على أنه لا فاعل إلا الله فليس هذا من الأدب فصاحب الموافقة له كل تجل وشهود فاعلم ذلك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!