اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«و القسم الرابع» أدب الحقيقة
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 285 من الجزء الثاني](/images/maymaniya/1048.jpg)
![](../images/quotes2.png)
وهو ترك الأدب بفنائك وردك ذلك كله إلى الله وسيأتي في الباب الذي يلي هذا الباب وهو في المقامات كالوهب في أصناف العطاء وهو أن يعطي لينعم لا لسبب آخر وكذا المأدبة الاجتماع على طعام ماله سبب إلا الدعوة إليه خاصة من غير تقييد من صفة وليمة أو ختان أو ضيافة أو عقيقة وغير ذلك وكذا جامع الخير لا لسبب بل لكون جامع ذلك له نفس فاضلة خيرة بالذات فذلك هو الأديب وللأدب حال ومقام وهذا باب معرفة مقامه فمقامه هو ما يثبت له دائما وليس ذلك إلا الأدب مع الحق فإنه له الدوام في الدنيا والآخرة وما فاز به إلا أهل الفتوة من الملامية لا غير سلكوا فيه كل مسلك واستخرجوا كنوزه وحصلوا فوائده كما قال الله تعالى إنه ما خلق السموات وهو كل عالم علوي والأرض وهو كل عالم سفلي السماء من عالم الصلاح والأرض من عالم الفساد ومنه اشتقت اسم الأرضة لما تفسده في الثياب والورق والخشب ويسمى أيضا السوس والعث وما بينهما إلا بالحق من العالم فهذا الحق المخلوق به هذا العالم هو الذي نتأدب معه فإنه سبب وجود أعيان العالم وبه يحكم الله يوم القيامة بين عباده وفي عباده وبه أنزل الشرائع فقال لرسوله داود يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً