اعلم علمك اللّٰه أن النار جاء بها الحق مطلقة مثل قوله تعالى النار بالألف و اللام حيث جاءت و جاء بها مضافة فمنها نار أضافها إلى اللّٰه مثل قوله ﴿نٰارُ اللّٰهِ الْمُوقَدَةُ﴾ [الهمزة:6] و نار أضافها إلى غير اللّٰه مثل قوله ﴿لَهُمْ نٰارُ جَهَنَّمَ﴾ [فاطر:36] ثم نعت هذه النار بنعوت و أخبر عنها بأخبار من الوقد و الإطباق و غير ذلك و جعل لها حكما في الظاهر فجعلها ظرفا مثل قوله ﴿فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا﴾ [التوبة:63] فجاء بالظرف و حكما في الباطن و هو أن يكون ظاهر العبد ظرفا لها و هي ﴿نٰارُ اللّٰهِ الْمُوقَدَةُ اَلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ و الأفئدة باطن الإنسان فهي تظهر في فؤاد الإنسان و عن هذه النار الباطنة ظهرت النار الظاهرة و العبد منشا النارين في الحالين فما عذبه سوى ما أنشأه كذلك ما أغضب الحق سوى ما خلقه فلو لا الخلق ما غضب الحق و لو لا المكلف الذي أنشأ صورة النارين بعمله الظاهر و الباطن ما تعذب بنار فما جنى أحد على أحد في الحقيقة و النظر الصحيح
فلا تعمل فلا تشقى *** فكن عبدا و كن حقا
فما ثم سوى ما قلته *** فانظر تر الحقا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية