فلما اشتد البلاء على قوم يونس و كانت اللحظة الزمانية عندهم في وقت رؤية العذاب كالسنة أو أطول ذكر أنه تعالى جعل في مقابلة هذا الطول الذي وجدوه في نفوسهم إن متعهم إلى حين فبقوا في نعيم الحياة الدنيا زمانا طويلا لم يكن يحصل لهم ذلك لو لا هذا البلاء فانظر ما أحسن إقامة الوزن في الأمور و قد قيل إن الحين الذي جعله غاية تمتعهم أنه القيامة و اللّٰه أعلم و رأينا من رأى منهم رجلا رأينا أثر رجله في الساحل و كان أمامي بقليل فلم ألحقه فاكتلت طول قدمه في الرمل ثلاثة أشبار و ثلثي شبر و كان من قوم يونس و بعث إلينا بكلام عن حوادث تحدث بالأندلس حيث كنا سنة خمس و ثمانين و سنة ست و ثمانين و خمسمائة فما ذكر شيئا إلا رأيناه وقع كما ذكر فانظر في هذه العناية الإلهية بهذا النبي و ما جاء به من الاعتراف في توحيده
(التوحيد الحادي و العشرون)
من نفس الرحمن ﴿فَتَعٰالَى اللّٰهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ [المؤمنون:116] هذا توحيد الحق و هو توحيد الهوية قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية