و ليس إلا القرآن الجامع و أشد ثباتا فإنه لا ينسخ كما نسخت سائر الكتب قبله به و إن ثبت ما ثبت منها مما ورد في القرآن و لهذا جاء بلفظ المفاضلة في الثبوت فهو أشد ثبوتا منها لاتصاله بالقيامة و فيه ما في الكتب و ما ليس في الكتب كما كان في محمد ﷺ ما كان في كل نبي و كان فيه ما لم يكن في نبي لأن القرآن كان خلقه فأعطى هو و أمته ما لم يعط نبي قبله فإذا أنشأ من أنشأ صورة هذه الأعمال الليلية و نفخ الحق لشهوده من كونه معينا له أرواحها فيها قامت حية ناطقة عن أصل كريم الطرفين بين عبد متحقق بعبوديته موف حق سيده لم يلتفت إلى نفسه و لا إلى صورة ما خلقه اللّٰه عليها التي توجب له الكبرياء بل كان عبدا محضا مع هذه المنزلة و لهذا قدم ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] فإنه ما قبل الصورة إلا في ثان حال فقال بذاته ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] و قال بالصورة ﴿وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] ثم رجع فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية