فهذا أعجب من ذكر الجنود فأسرار اللّٰه عجيبة فلما قال لي ذلك سألت اللّٰه أن يطلعني على فائدة هذه المسألة و ما هذه العظمة التي جعل اللّٰه نفسه في مقابلتها و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكة فأخبرت بها فما سررت بشيء سروري بمعرفة ذلك و علمت لمن استندتا و من يقويهما و لو لا ما ذكر اللّٰه نفسه في النصرة ما استطاعت الملائكة و المؤمنون مقاومتهما و علمت أنهما حصل لهما من العلم بالله و التأثير في العالم ما أعطاهما هذه القوة و هذا من العلم الذي كهيئة المكنون فشكرت اللّٰه على ما أولى فما أظن أن أحدا من خلق اللّٰه استند إلى ما استند هاتان المرأتان يقول لوط ع  ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾  [هود:80] و كان عنده الركن الشديد و لم يكن يعرفه  «فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قد شهد له بذلك فقال يرحم اللّٰه أخي لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد»  و عرفتاه عائشة و حفصة فلو علم الناس علم ما كانتا عليه لعرفوا معنى هذه الآية  ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾  [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية