﴿اُسْجُدُوا لِلرَّحْمٰنِ﴾ [الفرقان:60] و ما رأوا له عينا و لا يعلمونه إلا مسمى اللّٰه و لم يعلموا أنه عين مسمى الرحمن فتخيلوا في الرحمن أنه شريك لله فأنكروا ذلك و لم ينكروا ذلك فيمن نصبوه إلها على ما قررناه لأنهم عالمون بأسماء من نصبوهم آلهة من دون اللّٰه فعلموا بأسمائهم أنهم ليسوا في الحقيقة في الألوهة مثله فإن له تعالى عندهم توحيد العظمة و الكبرياء و دلهم بالسجود للرحمن على عبادة غيب ف ﴿قٰالُوا وَ مَا الرَّحْمٰنُ أَ نَسْجُدُ لِمٰا تَأْمُرُنٰا وَ زٰادَهُمْ نُفُوراً﴾ [الفرقان:60] لأنهم ما علموا في الغيب إلا إلها واحدا فقال اللّٰه لنبيه ص ﴿اُدْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الإسراء:110] فتعجبوا من ذلك غاية العجب لأنهم تخيلوا أن مسمى الرحمن ليس هو مسمى اللّٰه و إن كان لكل واحد الأسماء الحسنى و ذلك لما أعمى اللّٰه بصائرهم و كثف أغطيتهم فلم يعقلوا عن اللّٰه ما أراد بما أنزله في حقهم و جعل الحق ذلك أيضا مستندا لهم حيث جاء إليهم باسم يطلب مسمى لا يعرفون هذه العلامة له حين علم ذلك أهل اللّٰه و خاصته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية