القلب ملكي و السكنى لخالقه *** عمري و رقبى و إيمانا و إحسانا
[إن الأنصار كلمات اللّٰه نصر اللّٰه بهم دينه و أظهره]
«قال رسول اللّٰه ﷺ إني لأجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن فنفس اللّٰه عنه بالأنصار» فكانت الأنصار كلمات اللّٰه نصر اللّٰه بهم دينه و أظهره و هذا المنزل هو منزل ذلك التنفس الرحماني و هذا المنزل عنه ظهرت جميع المنازل الإلهية كلها في العالم الذي هو كل ما سوى اللّٰه تعالى علوا و سفلا روحا و جسما معنى و حسا ظاهرا و باطنا فمنه ظهرت المقولات العشر و جاء في الخبر النبوي رائحة لما قلناه و له وجوه إلى كل جنس و نوع و شخص من العالم لا تكون لجنس آخر و لا لنوع آخر و لا لشخص آخر و لهذا المنزل صورة و روح و إمداد إلهي من حيث ما نسب الحق إلى نفسه من الصورة و لكن من باطن الصورة و حكم هذا الإمداد في الظاهر و الباطن من صورة هذا المنزل لكنه في الباطن أتم و لهذا أخر الاسم الباطن عن الأول و الآخر و الظاهر لما عبر عن هذه النعوت الإلهية و ذلك أن الأمر الإلهي في التالي أتم منه و أكمل منه في المتلو الذي هو قبله ففيه ما في الأول و زيادة هكذا هي كلمات الوجود الإلهية و الآخر يتضمن ما في الأول و الظاهر يتضمن ما في الآخر و الأول و الباطن يتضمن ما في الظاهر و الآخر و الأول و لو جاء شيء بعد الباطن لتضمن الباطن و ما قبله و لكن الحصر منع أن يكون سوى هذه الأربعة و لا خامس لها إلا هويته تعالى و ما ثم في العالم حكم إلا من هذه الأربعة و على صورة هذه الأربعة ظهر عالم الأرواح و عالم الأجسام و ما ثم عالم سوى هذين فمن الإلهيات علم و إرادة و قدرة و قول عنها ظهر عالم الأرواح الخارج عن الطبيعة و الطبيعة ثم أظهر عن هذه الأربعة الإلهية الطبيعة على أربع و عنها أظهر عالم الأجسام كثيفها و لطيفها كما أظهر عن هذه الأربع الإلهية من عالم التدوين و التسطير عقلا و نفسا و طبيعة و هيولى قبل ظهور الأجسام و أظهر الأركان أربعة و هي النار و الهواء و الماء و التراب و أظهر النشأة الحيوانية على أربعة أخلاط و جعل لهذه الأخلاط أربع قوى جاذبة و ماسكة و هاضمة و دافعة فأقام الوجود على التربيع و جعله لنفسه كالبيت القائم على أربعة أركان فإنه الأول و الآخر و الظاهر و الباطن فللباطن ركن الحجر الأسود فإنه يمين اللّٰه في الأرض المقبل على جهة البيعة لله فالعين تقع على الحجر و البصيرة تقع على اليمين فاليمين باطن للحجر غير ظاهر للبصر فيشرف ركن الحجر على سائر الأركان فضم حكم الباطن حكم الثلاثة النعوت التي قبل الباطن و هو المخصوص بهذا المنزل و لب هذا المنزل هو الصورة الإلهية التي منها يكون الإمداد له لب تلك الصورة و هو روحها و هو لب اللب و هو خزانة الإمداد لهذا المنزل و لهذا المنزل التحكم في العالم كله ﴿كَمِشْكٰاةٍ فِيهٰا مِصْبٰاحٌ الْمِصْبٰاحُ فِي زُجٰاجَةٍ﴾ [النور:35]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية