بقولك ﴿وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] و هؤلاء العصاة من الداخلين في عموم لفظة كل و علما من قوله ﴿أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق:12]
[استغفار عيسى و الملائكة في حق المذنبين]
فهذا مثل قول العبد الصالح الذي أخبرنا اللّٰه بقوله ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة:118] فتأدب مع اللّٰه في هذا القول لما عصى قومه اللّٰه تعالى و لم يتوبوا فعلم اللّٰه منه أنه تأدب مع اللّٰه و أنه عرض بالمغفرة لما علم أن رحمته سبقت غضبه غير أن نفس الملائكة أقوى في الأدب لأنهم أعلم بالله من هذا العبد و ما ينبغي لجلال اللّٰه فلم يقولوا و إن تغفر لهم و إنما قالوا ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً﴾ [غافر:7] فهذا يسمى تعريض تنبيه على أن الحق بهذه المثابة كما أخبر عن نفسه فقولهم رحمة فقدموا ذكر الرحمة لأنه تعالى قدمها لما ذكر عبده خضرا فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية