اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الصورة والتنزيل الخيالى]
والعلم تصور المعلوم والعلم من صفات العالم الذاتية فعلمه صورته وعليها خلق آدم فآدم خلقه الله على صورته وهذا المعنى لا يبطل لو عاد الضمير على آدم وتكون الصورة صورة آدم علما والصورة الآدمية حسا مطابقة للصورة ولا يقدر يتصور هذا إلا بضرب من الخيال يحدثه التخيل وأما نحن وأمثالنا فنعلمه من غير تصور ولكن لما جاء في الحديث ذكر الصورة علمنا أن الله إنما أراد خلقه على الصورة من حيث إنه يتصور لا من حيث ما يعلمه من غير تصور فاعتبر الله تعالى في هذه العبارة التخيل وإذا أدخل سبحانه نفسه في التخيل فما ظنك بمن سوى الحق من العالم
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فهذا تنزيل خيالي من أجل كاف التشبيه وانظر من كان السائل ومن كان المسئول ومرتبتهما من العلم بالله ولم يكن بأيدينا إلا الأخبار الواردة بالنزول والمعية واليدين واليد والعين والأعين والرجل والضحك وغير ذلك مما ينسب الحق إلى نفسه وهذه صورة آدم قد فصلها في الأخبار وجمعها في
قوله خلق الله آدم على صورته


