الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أماكنها لا يأتيها إلا ذو عزيمة فإن كثيرا من أهل الطريق لا يقول بالرخص وهو غلط فإنه يفوته محبة الله في إتيانها فلا يكون له ذوق فيها فهو كمثل الذي يقضي ولا يتنفل دائما وهو غاية الخطاء بل المشروع أن يتطوع فإن نقصت فرائضه كملت له من تطوعه وهو النوافل وإن لم ينتقص منها شيئا كانت له نوافل كما نواها ويحصل له ذوق محبة الله إياه من أجلها فقد أبطل شرع الله من لم تكن هذه حاله فإنه إن كانت فريضته تامة لم يجز قضاؤها فقد شرع ما لم يشرع له ولم يأذن به الله وأن الله ما يكتبها له نافلة فإنه ما نواها وقد أساء الأدب مع الله حيث سماها الله تطوعا وقال هذا قضاء فلا يحصل له ثمرة النوافل لأنها غير منوبة ولا ورد في ذلك شرع أنه يكتب له ما نواه قضاء نافلة هذا هو الطريق الذي يكون فيه سفر القوم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن قلت وما المسافر قلنا هو الذي سافر بفكره في المعقولات وهو الاعتبار في الشرع فعبر من العدوة الدنيا إلى العدوة القصوى وهو العامل السالك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن قلت وما السالك قلنا هو الذي مشى على المقامات بحاله لا بعلمه وهو العمل فكان له عينا قال ذو النون لقيت فاطمة النيسابورية فما ذكرت لها مقاما إلا كان ذلك المقام لها حالا وقد يحصل هذا للمراد والمريد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن قلت وما المراد وما المريد قلنا المراد عبارة عن المجذوب عن إرادته مع تهيؤ الأمر له فجاوز الرسوم كلها والمقامات من غير مكابدة وأما المريد فهو المتجرد عن إرادته وقال أبو حامد هو الذي صح له الأسماء ودخل في جملة المنقطعين إلى الله بالاسم وأما المريد عندنا فنطلقه على شخصين لحالين الواحد من سلك الطريق بمكابدة ومشاق ولم تصرفه تلك المشاق عن طريقه والآخر من تنفذ إرادته في الأشياء وهذا هو المتحقق بالإرادة لا المراد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن قلت وما الإرادة قلنا لوعة في القلب يطلقونها ويريدون بها إرادة التمني وهي منه وإرادة الطبع ومتعلقها الخط النفسي وإرادة الحق ومتعلقها الإخلاص وذلك بحسب الهاجس‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذا قد بينا لك ارتباط المقامات والمراتب بضرب من التناسب وتعلق بعضها ببعض وقليل من سلك في إيضاحها هذا المسلك وهذا مساق المسلسل في لغات العرب وهي طريقة غريبة أشار إليها إبراهيم بن أدهم وغيره رضي الله عنهم وبأن منها شرح ألفاظ اصطلاح القوم فحصل من ذلك منها فائدتان الواحدة معرفة ما اصطلحوا عليه والثاني المناسبات التي بينهما والله الموفق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ما تأويل أم الكتاب فإنه ادخرها من جميع الرسل له ولهذه الأمة

الجواب الأم هي الجامعة ومنه أم القرى والرأس أم الجسد يقال أم رأسه لأنه مجموع القوي الحسية والمعنوية كلها التي للإنسان‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وكانت الفاتحة أما لجميع الكتب المنزلة وهي القرآن العظيم أي المجموع العظيم الحاوي لكل شي‏ء وكان محمد صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم فشرعه تضمن جميع الشرائع وكان نبيا وآدم لم يخلق فمنه تفرعت الشرائع لجميع الأنبياء عليهم السلام هم إرساله ونوابه في الأرض لغيبة جسمه ولو كان جسمه موجودا لما كان لأحد شرع معه وهو قوله لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقال تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً ونُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا ونحن المسلمون وعلماؤنا الأنبياء ونحكم على أهل كل شريعة بشريعتهم فإنها شريعة نبينا إذ هو المقرر لها وشرعه أصلها وأرسل إلى الناس كافة ولم يكن ذلك لغيره والناس من آدم إلى آخر إنسان وكانت فيهم الشرائع فهي شرائع محمد صلى الله عليه وسلم بأيدي نوابه فإنه المبعوث إلى الناس كافة فجميع الرسل نوابه بلا شك فلما ظهر بنفسه لم يبق حكم إلا له ولا حاكم إلا رجع إليه واقتضت مرتبته أن تختص بأمر عند ظهور عينه في الدنيا لم يعطه أحد من نوابه ولا بد أن يكون ذلك الأمر من العظم بحيث أنه يتضمن جميع ما تفرق في نوابه وزيادة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأعطاه أم الكتاب فتضمنت جميع الصحف والكتب وظهر بها فينا مختصرة سبع آيات تحتوي على جميع الآيات كما كانت السبع الصفات الإلهية تتضمن جميع الأسماء الإلهية كلها ويرجع كل اسم إلهي إلى واحد منها بلا شك وقد فعل ذلك الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني في كتاب الجلي والخفي له فرد جميع الأسماء إليها وما وجد من الأسماء الإلهية لصفة الكلام إلا الاسم الشكور والشاكر خاصة وباقي الأسماء قسمها على الصفات فقبلتها حيث تتضمنها بلا شك فمنها ما ألحقه بالعلم ومنها بالقدرة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!