الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


والاعتقاد وحقيقته الاعتقاد شرعا ولغة وهو في القول والعمل شرعا لا لغة فالمؤمن من كان قوله وفعله مطابقا لما يعتقده في ذلك الفعل ولهذا قال في المؤمنين نُورُهُمْ يَسْعى‏ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ يريد ما قدموه من الأعمال الصالحة عند الله فأولئك من الذين أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً

قال صلى الله عليه وسلم المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم‏

وقال صلى الله عليه وسلم المؤمن من أمن جاره بوائقه‏

ولم يخص مؤمنا ولا مسلما بل قال الناس والجار من غير تقييد فإن المسلم قيده بسلامة المسلمين ففرق بين المسلم والمؤمن بما قيده به وبما أطلقه فعلمنا إن للإيمان خصوص وصف وهو التصديق تقليدا من غير دليل ليفرق بين الايمان والعلم واعلم أن المؤمن المصطلح عليه في طريق الله عند أهله الذي اعتبره الشرع له علامتان في نفسه إذا وجدهما كان من المؤمنين العلامة الواحدة أن يصير الغيب له كالشهادة في عدم الريب فيما يظهر على المشاهد لذلك الأمر الذي وقع به الايمان من الإيثار في نفس المؤمن كما يقع في نفس المشاهد له فيعلم أنه مؤمن بالغيب والعلامة الثانية أن يسرى الأمان منه في

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن الأولياء أيضا القانتون لله والقانتات رضي الله عنهم تولاهم الله بالقنوت وهو الطاعة لله في كل ما أمر به ونهى عنه وهذا لا يكون إلا بعد نزول الشرائع وما كان منه قبل نزول الشرائع فلا يسمى قنوتا ولا طاعة ولكن يسمى خيرا ومكارم خلق وفعل ما ينبغي قال الله تعالى وقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ أي طائعين فأمر بطاعته وقال تعالى والْقانِتِينَ والْقانِتاتِ وقال تعالى أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ وليس يرث الصالح من الأرض إلا إتيانها لله طائعة مع السماء حين قال لَها ولِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فورث العباد منها الطاعة لله وهي المعبر عنها بالقنوت إذ الساجدون لله على قسمين منهم من يسجد طوعا ومنهم من يسجد كرها فالقانت يسجد طوعا وتصحيح طاعتهم لله وقنوتهم أن يكون الحق لهم بهذه المثابة للموازنة كما قال فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا

فالحق مع العبد على قدر ما هو العبد مع الحق وقفت يوما أنا وعبد صالح معي يقال له الحاج مدور يوسف الإستجي كان من الأميين المنقطعين إلى الله المنورة بصائرهم على سائل يقول من يعطي شيئا لو

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن الأولياء أيضا الصادقون والصادقات رضي الله عنهم تولاهم الله بالصدق في أقوالهم وأحوالهم فقال تعالى رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ فهذا من صدق أحوالهم والصدق في القول معلوم وهو ما يخبر به وصدق الحال ما يفي به في المستأنف وهو أقصى الغاية في الوفاء لأنه شديد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!