اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

في الشرع أو قامت عندها شبهة بإباحة ذلك فيراه من مذهبه التحريم فيقول إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ كشرب النبيذ بين محلله ومحرمه ونكاح الربيبة التي لم يجتمع فيها الشرطان ومثل هذا في الشريعة كثير وكلا المذهبين شرع مقرر صحيح إذا كانا عن اجتهاد مع أن أحدهما أخطأ دليل الشارع الذي حكم به في تلك المسألة أو لو حكم فيها والمجتهدان مأجوران وقد يكون في المسألة أحد المجتهدين مصيبا وقد يكون كل واحد منهما مخطئا فإن الحكم في تلك المسألة شرعا ليس بمنحصر ثم إن قول الله تعالى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ فما هو حكم الله عليها بذلك وإنما الله حكى ما قالته امرأة العزيز في مجلس العزيز وهل أصابت في هذه الإضافة أ ولم تصب هذا حكم آخر مسكوت عنه بل الذي هو لها أنها لوامة نفسها إذا قبلت من الشيطان ما يأمرها به فهذا الإخبار عن النفس أنها أمارة بالسوء ما هو حكم الله عليها ولا من قول يوسف عليه السلام فبطل التمسك بهذه الآية لما دل عليه الظاهر والدليل إذا دخله الاحتمال سقط الاحتجاج به وأما قوله تعالى في هذا المقام كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ فهو إبانة عن حقيقة صحيحة بما
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فقد عرفتك بالنفس وأنها المحركة للجوارح بما يغلب عليها أما من ذاتها أو مما تقبله من الملك أو الشيطان فيما يلهمها به فعلم الإلهام هو أن تعلم أن الله ألهمك بما أوقره في نفسك ولكن بقي عليك إن تنظر على يدي من ألهمك وعلى أي طريق جاءك ذلك الإلهام من ملك أو شيطان وما يخرج من قبيل الأمر والنهي المشروع فهو العلم اللدني ما هو الإلهام فالعلم بالطاعة الهامي والعلم نتائج الطاعة لدني ففرق ما بين العلم اللدني والإلهام فالإلهام عارض طارئ يزول ويجيء غيره والعلم اللدني ثابت لا يبرح فمنه ما يكون في أصل الخلقة والجبلة كعلم الحيوانات والأطفال الصغار ببعض منافعهم ومضارهم فهو علم ضروري لا إلهام وأما قوله وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ فإنه يريد في أصل نشأتها فطرها الله على ذلك والإلهام هو ما يلهمه العبد من الأمور التي لم يكن يعرفها قبل ذلك والعلم اللدني الذي لا يكون في أصل الخلقة فهو العلم الذي تنتجه الأعمال فيرحم الله بعض عباده بأن يوفقه لعمل صالح فيعمل به فيورثه الله من ذلك علما من لدنه لم يكن يعلمه قبل ذلك ولا يلزم من العلم اللدني أن يكون في مادة والإلهام لا يكون إلا في مواد والعلم يصيب ولا بد والإل