اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
اختصاص الرحمة وشمولها وعلم الأسماء المركبة التي لله وعلم عواقب الأمور وعلم العالم وعلم مراتب السيادة في العالم وعلم الثناء بالثناء وعلم الملك والملكوت وعلم الزمان وعلم الجزاء وعلم الاستناد وعلم التعاون وعلم العبادة وعلم البيان والتبيين وعلم طرق السعادة وعلم النعمة والمنعم والإنعام وعلم أسباب الطرد عن السعادة التي لا يشوبها بها شقاء وعلم الحيرة والمتحيرين وعلم السائل والمجيب وعلم التعريف بالذات والإضافة وأي التعريفين أقوى هذه أمهات العلوم التي يحوي عليها هذا المنزل وكل علم منها فتفاصيله لا تنحصر إلا لله تعالى أي يعلم مع علمه بها أنها لا تنحصر لأنها لا نهاية لها ومنها تقع الزيادة في العلم لمن طلبها ومن أعطيها من غير طلب وهو قوله وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فإن تناهي العلم في نفسه فإن المعلوم لا ينتهي
وقد نهيت النفس عن قولها *** بالانتهاء فيه فلم تنته
لجهلها بالأمر في نفسه *** لذاك قالت إنه ينتهي
وقد رأينا نفرا منهم *** بمكة يجول في مهمه
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
واعلم أن عالم الإنسان لما كان ملكا لله تعالى كان الحق تعالى ملكا لهذا الملك بالتدبير فيه وبالتفصيل ولهذا وصف نفسه تعالى بأن لِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وقال وما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ فهو تعالى حافظ هذه المدينة الإنسانية لكونها حضرته التي وسعته وهي عين مملكته وما وصف نفسه بالجنود والقوة إلا وقد علم أنه تعالى قد سبقت مشيئته في خلقه أن يخلق له منازعا ينازعه في حضرته ويثور عليه في ملكه بنفوذ مشيئته فيه وسابق علمه وكلمته التي لا تتبدل سماه الحارث وجعل له خيلا ورجلا وسلطه على هذا الإنسان فاجلب هذا العدو على هذا الملك الإنساني يخيله ورجله ووعده بالغرور وبسفراء خواطره التي تمشي بينه وبين الإنسان فجعل الله في مقابلة أجناده أجناد ملائكته فلما تراءى الجمعان وهو في قلب جيشه جعل له ميمنة وميسرة وتقدمة وساقة وعرفنا الله بذلك لنأخذ حذرنا منه من هذه الجهات فقال الله تعالى لنا إنه قال هذا العدو ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ من بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ومن خَلْفِهِمْ وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهِمْ وهو في قلب جيشه في باطن الإنسان فحفظ الله هذا الملك الإنساني بأن كان الله في قلب هذا

