اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
فكيف بنا لو أن الأمر يبدو *** بلا ستر يكون له استنادي
لقام بنا الشقاء هنا يقينا *** وعند البعث في يوم التنادي
ولكن الغفور أقام سترا *** ليسعدنا على رغم الأعادي
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
اعلم أيها الولي الحميم أيدك الله بروح القدس وفهمك إن الرموز والألغاز ليست مرادة لأنفسها وإنما هي مرادة لما رمزت له ولما ألغز فيها ومواضعها من القرآن آيات الاعتبار كلها والتنبيه على ذلك قوله تعالى وتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ فالأمثال ما جاءت مطلوبة لأنفسها وإنما جاءت ليعلم منها ما ضربت له وما نصبت من أجله مثلا مثل قوله تعالى أَنْزَلَ من السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً ومِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ في النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ الله الْحَقَّ والْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً فجعله كالباطل كما قال وزَهَقَ الْباطِلُ ثم قال وأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ في الْأَرْضِ ضربه مثلا للحق كَذلِكَ يَضْرِبُ الله الْأَمْثالَ وقال فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ أي تعجبوا وجوزوا واعبروا إلى ما أردته بهذا التعريف وإِنَّ في ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ من عبرت الوادي إذا جزته وكذلك الإشارة والإيماء قال تعالى لنبيه زكريا أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَ
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
فأما علم سر الأزل فاعلم إن الأزل عبارة عن نفي الأولية لمن يوصف به وهو وصف لله تعالى من كونه إلها وإذا انتفت الأولية عنه تعالى من كونه إلها فهو المسمى بكل اسم سمي به نفسه أزلا من كونه متكلما فهو العالم الحي المريد القادر السميع البصير المتكلم الخالق البارئ المصور الملك لم يزل مسمى بهذه الأسماء وانتفت عنه أولية التقييد فسمع المسموع وأبصر المبصر إلى غير ذلك وأعيان المسموعات منا والمبصرات معدومة غير موجودة وهو يراها أزلا كما يعلمها أزلا ويميزها ويفصلها أزلا ولا عين لها في الوجود النفسي العيني بل هي أعيان ثابتة في رتبة الإمكان فالإمكانية لها أزلا كما هي لها حالا وأبدا لم تكن قط واجبة لنفسها ثم عادت ممكنة ولا محالا ثم عادت ممكنة بل كان الوجوب الوجودي الذاتي لله تعالى أزلا كذلك وجوب الإمكان للعالم أزلا فالله في مرتبته بأسمائه الحسنى يسمى منعوتا موصوفاتها فعين نسبة الأول له نسبة الآخر والظاهر والباطن لا يقال هو أول بنسبة كذا ولا آخر بنسبة كذا فإن الممكن مرتبط بواجب الوجود في وجوده وعدمه ارتباط افتقار إليه في وجوده فإن أوجده لم يزل في إمكانه وإن عدم لم يزل عن إمكانه فكما لم يدخل على الممكن
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
وأما سر الأبد فهو نفي الآخرية فكما إن الممكن انتفت عنه الآخرية شرعا من حيث الجملة إذ الجنة والإقامة فيها إلى غير نهاية كذلك الأولية بالنسبة إلى ترتيب الموجودات الزمانية معقولة موجودة فالعالم بذلك الاعتبار الإلهي لا يقال فيه أول ولا آخر وبالاعتبار الثاني هو


