الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وهُوَ الله في السَّماواتِ وفي الْأَرْضِ وعليه يقرب من عبده أضعاف ما يتقرب إليه عبده إذا سعى إليه بالطريق التي شرع له فهو يهرول إليه إذا رآه مقبلا ليستقبله تهمما بعبده وإكراما له ولكن على صراط العزة وهو صراط نزول لا عروج لمخلوق فيه ولو كان لمخلوق فيه سلوك ما كان عزيزا وما نزل إلينا إلا بنا فالصفة لنا لا له فنحن عين ذلك الصراط ولذلك نعته بالحميد أي بالحامد المحمود لأن فعيل إذا ورد يطلب اسم الفاعل والمفعول فأما إن يعطي الأمرين معا مثل هذا وإما أن يعطي الأمر الواحد لقرينة حال وقد أثنى على نفسه فهو الحامد المحمود وأعظم ثناء أثنى به على نفسه عندنا كونه خلق آدم على صورته وسماه بأمهات الأسماء التي يدخل كل اسم تحت إحاطتها ولذلك‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنت كما أثنيت على نفسك‏

فأضاف النفس الكاملة إليه إضافة ملك وتشريف لما

قال من عرف نفسه عرف ربه‏

فكل ثناء أثنى الله به على الإنسان الكامل الذي هو نفسه لكونه أوجده على صورته كان ذلك الثناء عين الثناء على الله بشهادة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وتعريفه إيانا في‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنت

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما صراط ربك فقد أشار إليه تعالى بقوله فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ومن يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ في السَّماءِ يقول

كأنما يخرج عن طبعه والشي‏ء لا يخرج عن حقيقته كَذلِكَ يَجْعَلُ الله الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ وهذا فأشار إلى ما تقدم ذكره صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً وما ذكر إلا إرادته للشرح والضيق فلا بد منهما في العالم لأنه ما يكون إلا ما يريد وقد وجد ثم وصف نفسه يعني بالغضب والرضاء والتردد والكراهة ثم أوجب فقال ومع الكراهة فلا بد له من لقائي فهذا عين قوله كَأَنَّما يَصَّعَّدُ في السَّماءِ فهو كالجبر في الاختيار فمن ارتفع عنه أحد الوصفين من عباد الله فليس بكامل أصلا ولذا قال في حق الكامل ولَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَاصْبِرْ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!