الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


منقول بين معقول وغير معقول وليس يدرك هذه الأغوار إلا أهل الأسرار والأنوار وأولو البصائر والأبصار فمن انفرد بسر بلا نور أو بنور بلا سر أو ببصيرة دون بصر أو ببصر دون بصيرة أو بظاهر دون باطن أو بباطن دون ظاهر كان لما انفرد به ولم يحصل على كمال وإن اتصف به وإن كان تاما فيما هو عليه ولكن الكمال هو المطلوب لا التمام فإن التمام في الخلق والكمال فيما يستفيده التام ويفيده ومتى لم تحصل له هذه الدرجة مع تمامه فإن الله أعطى كل شي‏ء خلقه فقد تم ثم هدى لاكتساب الكمال فمن اهتدى فقد كمل ومن وقف مع تمامه فقد حرم رزقنا الله وإياكم الفوز والوصول إلى مقام العجز إنه الولي المحسان‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فتوهم انقطاع الأمور وما هي الأمور منقطعة وما يصح أن تنقطع لأن الله لا يزال العالم محفوظا به فلا يزل حافظا له فلو انقطع الحفظ لزال العالم فإن الله ما هو غني عن العالم إلا لظهوره بنفسه للعالم فاستغنى إن يعرف بالعالم فلا يدل عليه الغير بل هو الدليل على نفسه بظهوره لخلقه فمنهم من عرفه وميزه من خلقه ومنهم من جعله عين خلقه ومنهم من حار فيه فلم يدر أ هو عين خلقه أم هو متميز عنه ومنهم من علم أنه متميز عن الخلق والخلق متميز عنه ولكن لا يدري بما ذا تميز خلق عن حق ولا حق عن خلق ولهذا حار أبو يزيد فإنه علم إن ثم في الجملة تمييزا وما عرف ما هو حتى قال له الحق التمييز في الذلة والافتقار فحينئذ سكن وما قال له النصف الآخر من التمييز وهو الغني الإلهي عن العالم فإن قلت الذلة والافتقار يغني قلنا في الشاهد لا يغني لما نشاهده من الذلة لذليل ومن الافتقار لفقير فإن الله قد جعل العالم على مراتب ودرجات مفتقرا بعضه إلى بعض ورفع بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا فجعل العالم فاضلا مفضولا ولما كان الأمر الحق فيما نبه الله عليه أبا يزيد نبهنا بذلك على علم قوله يا أَيُّه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!