الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


تعالى فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي فصار للعبد والعالم الذي هو ملك لله سبحانه تصرف إلهي في الجانب الأحمى بما تقتضيه حقيقة العالم بالطلب الذاتي وتصريف آخر بما يقتضيه وضع الشريعة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلما كان الأمر على ما ذكرناه من كون الحق يجيب أمر العبد إذا دعاه وسأله كما إن العبد يجيب أمر الله إذا أمره وهو قوله وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فشرك في القضية ولما كان الحق يقتضي بذاته أن يتذلل له سواء شرع لعباده أعمالا أو لم يشرع كذلك يقتضي ببقاء وجود عينه حفظ الحق إياه سواء شرع الحق ما شرعه أو لم يشرع ثم لما شرع للعبد أعمالا إذا عملها شرع لنفسه أن يجازي هذا العبد على فعل ما كلفه به فصار الجناب العالي ملكا لهذا الملك الذي هو العالم بما ظهر من أثر العبد فيه من العطاء عند السؤال فانطلق عليه صفة يعبر عنها ملك الملك فهو سبحانه مالك وملك بما يأمر به عباده وهو سبحانه ملك بما يأمره به العبد فيقول رَبِّ اغْفِرْ لِي كما قال له الحق أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي فيسمى ما كان من جانب الحق للعبد أمرا ويسمى ما كان من جانب العبد للحق دعاء أدبا إلهيا وإنما هو على الحقيقة أمر فإن الحد يشمل الأمرين معا وأول من اصطلح على هذا الاسم في علمي محمد بن علي الترمذي الحكيم وما سمعنا هذا اللفظ عن أحد سواه وربما تقدمه غيره بهذا الاصطلاح وما وصل إلينا إلا أن الأمر صحيح ومسألة الوجوب على الله عقلا مسأل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن المتضايفين لا بد أن يحدث لكل أحد من المتضايفين اسم تعطيه الإضافة فإذا قلت زيد فهو إنسان بلا شك لا يعقل منه غير هذا فإذا قلت عمرو فهو إنسان لا يعقل منه غير هذا فإذا قلت زيد بن عمرو أو زيد عبد عمرو فلا شك أنه قد حدث لزيد البنوة إذ كان ابن عمرو وحدث لعمرو اسم الأبوة إذ كان أبا لزيد فبنوة زيد أعطت الأبوة لعمرو والأبوة لعمرو أعطت البنوة لزيد فكل واحد من المتضايفين أحدث لصاحبه معنى لم يكن يوصف به قبل الإضافة وكذلك زيد عبد عمرو فأعطت العبودة أن يكون زيد مملوكا وعمرو مالكا فقد أحدثت مملوكية زيد اسم المالك لعمرو وأحدث ملك عمرو لزيد مملوكية زيد فقيل فيه مملوك وقيل في عمرو مالك ولم يكن لكل واحد منهما معقولية هذين الاسمين قبل أن توجد الإضافة فالحق حق والإنسان إنسان فإذا قلت الإنسان أو الناس عبيد الله قلت إن الله ملك الناس لا بد من ذلك فلو قدرت ارتفاع وجود العالم من الذهن جملة واحدة من كونه ملكا لم يرتفع وجود الحق لارتفاع العالم وارتفع وجود معنى الملك عن الحق ضرورة ولما كان وجود العالم مرتبطا بوجود الحق فعلا وصلاحية لهذا كان اسم الملك لله تعالى أزلا وإن كان عين العالم معدوما في العين ل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وليس بين الحق والعالم بون يعقل أصلا إلا التمييز بالحقائق فالله ولا شي‏ء معه سبحانه ولم يزل كذلك ولا يزال كذلك لا شي‏ء معه فمعيته معنا كما يستحق جلاله وكما ينبغي لجلاله ولو لا ما نسب لنفسه إنه معنا لم يقتض العقل أن يطلق عليه معنى المعية كما لا يفهم منها العقل السليم حين أطلقها الحق على نفسه ما يفهم من معية العالم بعضه مع بعض لأنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ قال تعالى وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وقال تعالى إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى‏ لموسى وهارون فنقول إن الحق معنا على حد ما قاله وبالمعنى الذي أراده ولا نقول إنا مع الحق فإنه ما ورد والعقل لا يعطيه فما لنا وجه عقلي ولا شرعي يطلق به إننا مع الحق وأما من نفي عنه إطلاق الأينية من أهل الإسلام فهو ناقص الايمان فإن العقل ينفي عنه معقولية الأينية والشرع الثابت في السنة لا في الكتاب قد أثبت إطلاق لفظ الأينية على الله فلا تتعدى ولا يقاس عليها وتطلق في الموضع الذي أطلقها الشارع‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسوداء التي ضربها سيدها أين الله فأشارت إلى السماء فقبل إشارتها وقال أعتقها فإنها مؤمنة

فالسائل بالأينية أعلم ال

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!