الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


درجة الكل فالكل يعرف الكل مثله ويعرف ما يحوي كليته عليه من الأجزاء لأنها كالأعضاء والقوي لصورته والشي‏ء لا يجهل نفسه فظهر كل الإنسان في درجة لا يبلغ إليها فناب بما ذكرناه مما ظهر فيه مناب رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ فكان الإنسان ثنى موجدة فكانت أحديته قبلت الثاني على صورة أحديتها فإذا ضربت أحدية الإنسان الكامل في أحدية الحق لم يخرج لك إلا أحدية واحدة فلك إن تنظر عند ذلك أية أحدية خرجت وأية أحدية ذهبت هل أحدية النائب أو أحدية من استنابه فاعمل بحسب ما ظهر لك من ذلك تسعد فما من حكم للنائب مما له أثر في الكون أو تنزيه عن المثل إلا وذلك الحكم لمن استنابه فلا تبال أية أحدية ظهرت ولا أية أحدية بطنت فما أمره إلا واحدة كما ذكر عن نفسه‏

ما الأمر إلا هكذا *** ما الأمر إلا ما ذكر

فالقول قول فاصل *** له احتكام في البشر

والشأن شأن واحد *** في عينه لمن نظر

أنت الرفيع المجتبى *** عند مليك مقتدر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما النيابة السادسة فإن الله وصف نفسه بأن له كلمات فكثر فلا بد من الفصل بين آحاد هذه الكثرة ثم الكلمة الواحدة أيضا منه كثرها في قوله إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فأتى بثلاثة أحرف اثنان ظاهران وهما الكاف والنون وواحد باطن خفي لأمر عارض وهو سكونه وسكون النون فزال عينه من الظاهر لالتقاء الساكنين فناب الإنسان الكامل في هذه المرتبة مناب الحق في الفصل بين الكلمة المتقدمة والتي تليها فنطق سبحانه في هذه النشأة الإنسانية وكل من ظهر بصورتها بالحروف في مخارج النفس من هذه الصورة ووجود الحرف في كل مخرج تكوينه إذا لم يكن مكونا هناك وإلا فمن يكونه فلا بد للمكون أن يكون بين كل كلمتين أو حرفين لإيجاد الكلمة الثانية أو الحرف الثاني وتعلق الأول به لا بد من ذلك في الكلمات الإلهية التي هي أعيان الموجودات كما قال في عيسى عليه السلام إنه كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‏ مَرْيَمَ وقال فيها وصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وما هو إلا عيسى وجعله كلمات لها لأنه كثير من حيث نشأته الظاهرة والباطنة فكل جزء منه ظاهرا كان أو باطنا فهو كلمة فلهذا قال فيه وصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها لأ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!