اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
في ظهوره روحا وجسما وصورة ومعنى نائم لا ميت وإن روحه الذي هو محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم هو من العالم في صورة المحل الذي هو فيه روح الإنسان عند النوم إلى يوم البعث الذي هو مثل يقظة النائم هنا وإنما قلنا في محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم على التعيين إنه الروح الذي هو النفس الناطقة في العالم لما أعطاه الكشف وقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إنه سيد الناس
والعالم من الناس فإنه الإنسان الكبير في الجرم والمقدم في التسوية والتعديل ليظهر عنه صورة نشأة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كما سوى الله جسم الإنسان وعدله قبل وجود روحه ثم نَفَخَ فِيهِ من رُوحِهِ روحا كان به إنسانا تاما أعطاه بذلك خلقه وهو نفسه الناطقة فقبل ظهور نشأته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كان العالم في حال التسوية والتعديل كالجنين في بطن أمه وحركته بالروح الحيواني منه الذي صحت له به الحياة فأجل فكرك فيما ذكرته لك فإذا كان في القيامة حيي العالم كله بظهور نشأته مكملة صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم موفر القوي وكان أهل النار الذين هم أهلها في مرتبتهم في إنسانية العالم مرتبة ما ينمو من الإنسان فلا يتصف بالموت ولا بالح
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
واعلم أن الإنسان لما كان مثال الصورة الإلهية كالظل للشخص الذي لا يفارقه على كل حال غير أنه يظهر للحس تارة ويخفى تارة فإذا خفي فهو معقول فيه وإذا ظهر فهو مشهود بالبصر لمن يراه فالإنسان الكامل في الحق معقول فيه كالظل إذا خفي في الشمس فلا يظهر فلم يزل الإنسان أزلا وأبدا ولهذا كان مشهودا للحق من كونه موصوفا بأن له بصرا فلما مد الظل منه ظهر بصورته أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ولَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً أي ثابتا فيمن هو ظله فلا يمده فلا يظهر له عين في الوجود الحسي إلا لله وحده فلم يزل مع الله ولا يزال مع الله فهو باق ببقاء الله وما عدا الإنسان الكامل فهو باق بإبقاء الله ولما سوى الله جسم العالم وهو الجسم الكل الصوري في جوهر الهباء المعقول قبل فيض الروح الإلهي الذي لم يزل منتشرا غير معين إذ لم يكن ثم من يعينه فحيي جسم العالم به فكما تضمن جسم العالم أجسام شخصياته كذلك تضمن روحه أرواح شخصياته هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ ومن هنا قال من قال إن الروح واحد العين في أشخاص نوع الإنسان وإن روح زيد هو روح عمرو وسائر أشخاص هذا النوع ولكن ما حقق صاحب هذا الأمر صو


