الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فالمال إلى الرحمة لأجل البسملة فهي بشرى وأما سورة التوبة على من يجعلها سورة على حدة منفصلة عن سورة الأنفال فسماها سورة التوبة وهو الرجعة الإلهية على العباد بالرحمة والعطف فإنه قال للمسرفين على أنفسهم ولم يخص مسرفا من مسرف يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فلو قال إن الرحمن لم يعذب أحدا من المسرفين فلما جاء بالاسم الله قد تكون المغفرة قبل الأخذ وقد تكون بعد الأخذ ولذلك ختم الآية بقوله إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فجاء بالرحيم آخرا أي مآلهم وإن أوخذوا إلى الرحمة وإن الرجعة الإلهية لا تكون إلا بالرحمة لا يرجع على عباده بغيرها فإن كانت الرجعة في الدنيا ردهم بها إليه وهو قوله ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا وإن كانت في الآخرة فتكون رجعتهم مقدمة على رجعته لأن الموطن يقتضي ذلك فإن كل من حضر من الخلق في ذلك المشهد سقط في يديه ورجع بالضرورة إلى ربه فيرجع الله إليهم وعليهم فمنهم من يرجع الله عليه بالرحمة في القيامة ومنازلها ومنهم من يرجع عليه بالرحمة بعد دخول النار وذلك بحسب ما تعطيه الأحوال ويقع

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن أهلية الشي‏ء لأمر ما أنما هو نعت ذاتي فلا يقع فيها مشاركة لغيره إلا بنسبة بعيدة إذا حققتها لم تثبت وزلت قدمك فيها

كما قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الصحيح أما أهل النار الذين هم أهلها وهم الذين لا يخرجون منها رأسا لأنهم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون‏

فجعل نعتهم نفي الحياة والموت ثم استدرك نعت من دخلها وما هو بأهلها

فقال ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم فأماتهم الله فيها إماتة

فنعتهم بالموت وهو خلاف نعت من هو لها أهل ثم ذكر خروج هؤلاء من النار فتنبه لكون الحق أنطق العالم كله بالتسبيح بحمده والتسبيح تنزيه ما هو ثناء بأمر ثبوتي لأنه لا يثنى عليه إلا بما هو أهل له وما هو له لا يقع فيه المشاركة وما أثنى عليه إلا بأسمائه وما من اسم له سبحانه عندنا معلوم إلا وللعبد التخلق به والاتصاف به على قدر ما ينبغي له فلما لم يتمكن في العالم أن يثنى عليه بما هو أهله جعل الثناء عليه تسبيحا من كل شي‏ء ولهذا أضاف الحمد إليه فقال يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أي بالثناء الذي يستحقه وهو أهله وليس إلا التسبيح فإنه سبحانه يقول سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!