الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الحرارة الرطوبة وثبتت صورته في الهباء بالبرودة واليبوسة وجعله أعني هذا الجسم الكري على هيأة السرير وخلق له حملة أربعة بالفعل ما دامت الدنيا وأربعة أخر بالقوة يجمع بين هؤلاء الأربعة والأربعة الآخر يوم القيامة فيكون المجموع ثمانية وسماه العرش وجعله معدن الرحمة فاستوى عليه باسمه الرحمن وجعله محيطا بجميع ما يحوي عليه من الملك متحيزا يقبل الاتصال والانفصال وعمر الأينية الظرفية المكانية وكان مرتبة ما فوقه بينه وبين العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء وهو للاسم الرب والله هو الاسم الجامع المهيمن على جميع الأسماء الإلهية فصفته المهيمنية وتوحدت الكلمة في العرش فهي أول الموجودات التي قبلها عالم الأجسام ثم أوجد جسما آخر في جوهر هذا الهباء فإن جوهر هذا الهباء هو الذي عمر الخلأ فكل ما ظهر من الصور المتحيزة الجسمية والجسمانية فهذا الجوهر هو القابل لها وإنما قلنا هذا لئلا يتخيل أن الكرسي صورة في العرش وليس كذلك وإنما هو صورة أخرى في الهباء قبلها كما قبل صورة العرش على حد واحد ولكن بنسب مختلفة فسمى هذا الموجود الآخر كرسيا ودلى إليه القدمين من العرش فانفلقت الرحمة انفلاق الحب فتنوعت الرحمة في ال

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يوفق لأدائها كان ظالما لغيره ولنفسه وجهل الإنسان ذلك من نفسه ومن قدرها وإن كان عالما بقدرها فما هو عالم بما في علم الله فيه من التوفيق إلى أدائها بل هو جهول كما شهد الله فيه فكان قبول الإنسان الأمانة اختيارا لا جبرا فخان فيها لأنه وكل إلى نفسه وكان حمل الأرض والسماء لها جبرا لا اختيارا فوفقهما الله إلى أدائها إلى أهلها وعصما من الخيانة وخذل الإنسان‏

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من طلب الإمارة وكل إليها ومن أعطيها من غير طلب بعث الله أو وكل الله به ملكا يسدده‏

ومن شرف الأرض والسماء والجبال على الإنسان قول الله فيهم لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً من خَشْيَةِ الله أ ترى ذلك لجهله بما نزل عليه لا والله إلا بقوة علمه بذلك وقدره أ لا تراه عز وجل يقول لنا في هذه الآية كذلك يضرب الله الأمثال لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فإنهم إذا تفكروا في ذلك علموا شرف غيرهم عليهم فإن شهادة الله بمقدار المشهود له بالتعظيم كالواقع منه لأنه قول حق وعلموا إذا تفكروا جهلهم بقدر القرآن حيث لم تظهر منهم هذه الصفة التي شهد الله بها ل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن شرف الجن علينا

أن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين تلا على أصحابه سورة الرحمن وهم يسمعون فقال لهم لقد تلوتها على إخوانكم من الجن فكانوا أحسن استماعا لها منكم وذكر الحديث وفيه فما قلت لهم فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ إلا قالوا ولا بشي‏ء من آلائك ربنا نكذب‏

فانظر ما أعلمهم بحقائق ما خوطبوا كيف أجابوا بنفس ما خوطبوا به حتى بالاسم الرب ولم يقولوا يا إلهنا ولا غير ذلك ولم يقولوا ولا بشي‏ء منها وإنما قالوا من آلائك كما قيل لهم لاحتمال أن يكون الضمير يعود على نعمة مخصوصة في تلك الآية وهم يريدون جميع الآلاء حتى يعم التصديق فيلحق الإنسان بهؤلاء كلهم من حيث طبيعته لا من حيث لطيفته بما هي مدبرة لهذا الجسم ومتولدة عنه فيدخل عليها الخلل من نشأتها فجسده كله من حيث طبيعته طائع لله مشفق وما من جارحة منه إذا أرسلها العبد جبرا في مخالفة أمر إلهي إلا وهي تناديه لا نفعل لا ترسلني فيما حرم عليك إرسالي إني شاهدة عليك لا تتبع شهوتك وتبرأ إلى الله من فعله بها وكل قوة وجارحة فيه بهذه المثابة وهم مجبورون تحت قهر النفس المدبرة لهم وتسخيرها فينجيهم الله تعالى دونه من عذاب يوم ألي

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!