الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


إلا في الحضرة البرزخية وإن كان الله قد أتحفنا برؤيتها حسا بمدينة قرطبة يوما واحدا اختصاصا إلهيا وورثا نبويا محمديا وهذه الأنوار الرياحية لها سلطان وقوة على جميع بنى آدم إلا أهل الله فإن هذه الأنوار تندرج في أنوارهم اندراج أنوار الكواكب في نور الشمس وذلك لضعف نور البصر وإذا غشيت هذه الأنوار من شاء الله من العامة لا تغشاه إلا كالسحاب المظلم وإذا غشيت أهل الله لا تغشاهم إلا وهي أنوار على هيأتها

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما أنوار الأرواح فمنا من يجعلها أنوار العقول ومنا من يجعلها أنوار الرسل ولها القوة والسلطان والنفوذ في الكون لا يقف لها شي‏ء غير أن لها حدودا تقف عندها لا تتعداها إذا شاهدها العبد يكشف بها ما غاب من العلوم المضنون بها على غير أهلها وهي أنوار سبوحية

قدوسية تنزل من الحق المخلوق به إلى سدرة المنتهى وتطرح شعاعاتها على قلوب العارفين أهل الشهود التام فقلوبهم مطارح شعاعات هذه الأنوار وليس في هذا الصنف الإنساني أكمل منهم في العلم فإن هذه الأنوار لا يقف لها حجاب إلا المشيئة الإلهية خاصة وقليل من عباد الله من تطرح على قلبه هذه الأنوار شعاعاتها على الكشف وهي مجالي الصادقين من عباد الله تعالى‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما أنوار الأنوار فهي السبحات التي لو كشف الحق الحجاب الذي يسترها عنا لاحترقنا هي أشعة ذاتية إذا انبسطت ظهرت أعيان الممكنات فالممكنات هي الحجاب بيننا وبينها وهذا هو النور العظيم لا الأعظم إليه الإشارة بقوله تعالى في حق أهل الكتب الإلهية المنزلة بالأعمال المشروعة بقوله ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وهم الموسويون والْإِنْجِيلَ وهم العيسويون وما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ من رَبِّهِمْ وهم أصحاب الصحف وما بقي من الكتب لَأَكَلُوا من فَوْقِهِمْ وهي علوم خارجة عن الكسب ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وهي علوم دخلت تحت الكسب فهي من علوم التحت والفوق وإنه إذا كان النور بهذه الصفة لم يكن من تحتنا بل يكون هو الذي يصرفنا وأما النور الذي يكون من تحتنا فهو الذي نحكم عليه وهو المعبر عنه بالأكل من تحت الأرجل وأما النور الذي هو عين ذاتنا فهو كما

دعا فيه صلى الله عليه وسلم واجعلني نورا

فهو عين ذاته ورواية واجعل لي نورا

هو جميع ما ذكرنا من الأنوار وأما قوله اجعلني نورا فهو مشاهدة نور ذاته إذ لا يشهد إلا به فإن ذاته ما قبلت هذه الأنوار من هذه الجهات الست إلا لعدم إدراكها نور نفسها الذي‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما أنوار المعاني المجردة عن المواد فلا تنقال فإنه لو انقالت لدخلت في المواد لأن العبارات من المواد وقد قلنا إنها مجردة لذاتها عن المواد لا إنها تجردت لأنها لو تجردت لكسوناها المواد إذا شئنا ولم تمتنع لأنها قد كانت فيها فهي تعلم خاصة ولا تقال ولا تحكي ولا تقبل التشبيه ولا التمثيل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما أنوار الأرواح فهي أنوار روح القدس الجامع فمن أرسل من هذه الأرواح كان ملكا ومن لم يرسل بقي عليه اسم الروح مع الاسم الخاص به العلم في الطائفتين المرسلين وغير المرسلين فهو روح خالص لم يشبه ما يخرجه عن نفسه وهو روح ذو روح في روحيته وليس إلا الأرواح المهيمة وأرواح الأفراد منا تشبهها بعض شبه فلا يقع التجلي في أنوار أرواح إلا للافراد ولهذا قال الخضر لموسى ما لَمْ تُحِطْ به خُبْراً لأنه من الأفراد وإن الأنبياء يقع لهم التجلي في أنوار الأرواح الملائكة وليس للافراد هذا التجلي بل هو مخصوص بالأنبياء والرسل وهو قول خضر أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا لأنه ليس له هذا التجلي‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!