الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الأضعف والأمام وهو ما يلي الوجه ويقابله الخلف وهو ما يلي القفا وصوره وعدله وسواه ثم نفخ فيه من روحه المضاف إليه فحدث عند هذا النفخ فيه بسريانه في أجزائه أركان الأخلاط التي هي الصفراء والسوداء والدم والبلغم فكانت الصفراء عن الركن الناري الذي أنشأه الله منه في قوله تعالى من صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وكانت السوداء عن التراب وهو قوله خَلَقَهُ من تُرابٍ وكان الدم من الهواء وهو قوله مَسْنُونٍ وكان البلغم من الماء الذي عجن به التراب فصار طينا ثم أحدث فيه القوة الجاذبة التي بها يجذب الحيوان الأغذية ثم القوة الماسكة وبها يمسك ما يتغذى به الحيوان ثم القوة الهاضمة وبها يهضم الغذاء ثم القوة الدافعة وبها يدفع الفضلات عن نفسه من عرق وبخار ورياح وبراز وأمثال ذلك وأما سريان الأبخرة وتقسيم الدم في العروق من الكبد وما يخلصه كل جزء من الحيوان فبالقوة الجاذبة لا الدافعة فحظ القوة الدافعة ما نخرجه كما قلنا من الفضلات لا غير ثم أحدث فيه القوة الغاذية والمنمية والحاسية والخيالية والوهمية والحافظة والذاكرة وهذا كله في الإنسان بما هو حيوان لا بما هو إنسان فقط غير أن هذه القوي الأربعة قوة الخيال والوهم والحفظ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن هذا الباب مخصوص بابتداء الجسوم الإنسانية وهي أربعة أنواع جسم آدم وجسم حواء وجسم عيسى وأجسام بنى آدم وكل جسم من هذه الأربعة نشؤه يخالف نش‏ء الآخر في السببية مع الاجتماع في الصورة الجسمانية والروحانية وإنما سقنا هذا ونبهنا عليه لئلا يتوهم الضعيف العقل أن القدرة الإلهية أو أن الحقائق لا تعطي أن تكون هذه النشأة الإنسانية إلا عن سبب واحد يعطي بذاته هذا النش‏ء فرد الله هذه الشبهة بأن أظهر هذا النش‏ء الإنساني في آدم بطريق لم يظهر به جسم حواء وأظهر جسم حواء بطريق لم يظهر جسم ولد آدم وأظهر جسم أولاد آدم بطريق لم يظهر به جسم عيسى عليه السلام وينطلق على كل واحد من هؤلاء اسم الإنسان بالحد والحقيقة ذلك ليعلم أَنَّ الله بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ وأَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم إن الله قد جمع هذه الأربعة الأنواع من الخلق في آية من القرآن في سورة الحجرات فقال يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ يريد آدم من ذَكَرٍ يريد حواء وأُنْثى‏ يريد عيسى ومن المجموع من ذكر وأنثى يريد بنى آدم بطريق النكاح والتوالد فهذه الآية من جوامع الكلم وفصل الخطاب الذي أوتي محمد صلى الله عليه وسلم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ولما ظهر جسم آدم كما ذكرناه ولم تكن فيه شهوة نكاح وكان قد سبق في علم الحق إيجاد التوالد والتناسل والنكاح في هذه الدار إنما هو لبقاء النوع فاستخرج من ضلع آدم من القصيري حواء فقصرت بذلك عن درجة الرجل كما قال تعالى ولِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ فما تلحق بهم أبدا وكانت من الضلع للانحناء الذي في الضلوع لتحنو بذلك على ولدها وزوجها فحنو الرجل على المرأة حنوه على نفسه لأنها جزء منه وحنو المرأة على الرجل لكونها خلقت من الضلع والضلع فيه انحناء وانعطاف‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وعمر الله الموضع من آدم الذي خرجت منه حواء بالشهوة إليها إذ لا يبقى في الوجود خلاء فلما عمره بالهواء حن إليها حنينه إلى نفسه لأنها جزء منه وحنت إليه لكونه موطنها الذي نشأت فيه فحب حواء حب الموطن وحب آدم حب نفسه ولذلك يظهر حب الرجل للمرأة إذ كانت عينه وأعطيت المرأة القوة المعبر عنها بالحياء في محبة الرجل فقويت على الإخفاء لأن الموطن لا يتحد بها اتحاد آدم بها فصور في ذلك الضلع جميع ما صوره وخلقه في جسم آدم فكان نش‏ء جسم آدم في صورته كنش‏ء الفاخوري فيما

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!