الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فلا يخلو كل واحد منهما أن يجمعهما مقام واحد أعلى أو أدنى أو متوسط أو لا يجمعهما فإن جمعهما مقام واحد فلا يخلو إما أن يكون ذلك المقام مما يقتضي التنزيه أو التشبيه أو المجموع وعلى كل حال فحكم التجلي من حيث الظهور واحد ومن حيث ما يجده المتجلي له مختلف الذوق لاختلافهما في أعيانهما لأن هذا ما هو هذا لا في الصورة الطبيعية ولا الروحانية ولا في المكانية وإن كان هذا مثل لهذا ولكن هذا ما هو هذا فغايتهما إما أن يتحقق كل واحد منهما بمعرفته بنفسه ونفس هذا غير هذا فيحصل من العلم لهذا ما لم يحصل لهذا فنعلم أنهما وإن اجتمعا في عين الفرق أو يتحقق الواحد بمعرفته بنفسه ويفنى الآخر عن مشاهدة ذاته فيختلفان في عين الجمع أو يعطي الواحد ما يعطي المراد ويعطي الآخر ما يعطي المريد فعلى كل وجه هما مختلفان في الوجود متفقان في الحال والشهود فإن اقتضى المقام التنزيه لكل واحد منهما فغاية تنزيه كل واحد منهما أن ينزهه عن صورة ما هو عليها في نفسه فهما مختلفان بلا شك وإن كانا مثلين وإن اقتضى ذلك المقام التشبيه فالحال مثل الحال وكذلك إن اقتضى المجموع فإن المجموع إنما هو جميع طرفين في حضرة وسطي فالحال الحال فلا يجتمعان

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ولما كان هذا الباب يضم كل ذي نفس حقا وخلقا احتجنا أن نبين فيه ما نفس الرحمن به عن نفسه لما وصف نفسه بأنه أحب أن يعرف ومعلوم أن كل شي‏ء لا يعلم شيئا إلا من نفسه وهو يحب أن يعرفه غيره ولا يعرفه ذلك الغير إلا من نفسه فإن لم يكن العارف على صورة المعروف فإنه لا يعرفه فلا يحصل المقصود الذي له قصد الوجود فلا بد من خلقه على الصورة لا بد من ذلك وهو تعالى الجامع للضدين بل هو عين الضدين ف هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ فخلق الإنسان الكامل على هذه المنزلة فالإنسان عين الضدين أيضا لأنه عين نفسه في نسبته إلى النقيضين ف هُوَ الْأَوَّلُ بجسده والْآخِرُ بروحه والظَّاهِرُ بصورته والْباطِنُ بموجب أحكامه والعين واحدة فإنه عين زيد وهو عين الضدين فزيد هو عين الأخلاط الأربعة المتضادة والمختلفة ليس غيره وذو الروح النفسي والمركب الطبيعي وهنا قال الخراز عرفت الله بجمعه بين الضدين فقال صاحبنا تاج الدين الأخلاطي حين سمع هذا منا لا بل هو عين الضدين وقال الصحيح فإن قول الخراز يوهم أن ثم عينا ليست هي عين الضدين لكنها تقبل الضدين معا والأمر في نفسه ليس كذلك بل هو عين الضدين إذ لا عين زائدة فالظا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الأقسام الإلهية من نفس الرحمن الواردة في القرآن والسنة فإن بها نفس الله عن المقسوم له ما كان يجده من الحرج والضيق الذي يعطيه في الموجودات قوله فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ وإرادته‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!